كان كريم النفس، كثير الإيثار للفقراء، وذكر لى: أنه ورد مكة فى سنة ثلاث وستين وسبعمائة حاجا على طريق الصحراء، مع التّكاررة، وتوجّه بعد حجه إلى المدينة، فأقام بها سنة أربع وستين، ثم رجع إلى مكة واستوطنها فى سنة خمس وستين، وصار يتردّد إلى المدينة، ومات بمكة فى يوم السبت التاسع عشر، من محرم سنة تسع وثمانين وسبعمائة، ودفن بالمعلاة، وشهد جنازته، أمير مكة، عنان بن مغامس، ومشى فيها. انتهى.
وقد شهدت جنازته بحمد الله، وكان تأهّل بمكة بابنة الشيخ عبد الله اليافعى، ورزق منها ولده محمدا وغيره، وتأهل بالمدينة بابنة بنت القاضى بدر الدين بن فرحون، وقد ذكره فى كتابه «نصيحة المشاور» وذكر من أوصافه الجميلة كثيرا.
٢٥٤٧ ـ موسى بن على بن قريش بن داود القرشىّ الهاشمى المكى:
كان يتردّد إلى اليمن بسبب التجارة، وحصل له بذلك شهرة ووجاهة عند الناس بمكة واليمن، وسكن بعض بلاد اليمن، وولد له بها عدّة أولاد، وذهب فى بعض السّنين إلى اليمن للعلم الذى ينفذه صاحب اليمن فى كل سنة ليوقف بعرفة، وتوفى بمكة بعد الحج، من سنة خمس وثمانين وسبعمائة، عن خمس وخمسين سنة، على ما بلغنى.
٢٥٤٨ ـ موسى بن على بن محمد بن عبد الله بن محمد بن ثابت البكرى، أبو عمران السّروىّ ـ بسين مهملة ـ المعروف بالزهرانى:
نزيل مكة، وسمع بها من الرضىّ الطبرىّ صحيح البخارى، وصحيح ابن حبان، والثقفيات، وغير ذلك، وبالمدينة من زينب بنت شكر المقدسية: جزء أبى الجهم، وبدمشق من القاضى سليمان بن حمزة، والمطعم، والحجّار، وابن مكتوم، وابن عبد الدائم، وابن سعد، وابن النشو، وابن الشيرازى، وابن عساكر، وغيرهم، وبحماة من فاطمة بنت محمد بن الحسين بن عبد الله بن رواحة الأنصارى، عن عمها أبى القاسم بن رواحة، وبحلب من أبى الفضائل عبد الرحيم بن محمد بن العجمى، وغيره، وبمصر من أبى النون يونس بن إبراهيم الدبوسى، وبالإسكندرية من إبراهيم بن أحمد الغرافى، وحدث عنهم بجزء خرجه الحافظ الذهبى، بقراءة عبد الله بن المحب، فى شوال سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة بدمشق.
سمعه منه الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الهادى، وسمعه عليه أيضا شيخنا أحمد بن حسن القسطلانى، وحدثنا عنه الحافظان: أبو الفضل العراقى، وأبو الحسن الهيثمى، عن الرضى الطبرى، من صحيح ابن حبّان، وقد سمعا عليه بعضه بمصر، فى سنة