وعلى العلامة شمس الدين بن قاضى شهبة: الأموال لأبى عبيد. وسمع ببيت المقدس، وبلد الخليل ونابلس والإسكندرية، وعدّة من البلاد، وأجاز له جماعة من البلاد التى سمع بها وغيرها. وله مشيخة حسنة شاملة لجميع شيوخه بالسّماع والإجازة، وفهرسة بما سمعه وقرأه من الكتب والأجزاء، تخريج صاحبنا الإمام تقى الدين أبى الفضل محمد بن فهد الهاشمى. وتفقّه بجماعة، وأذن له منهم فى الإفتاء والترديس الإمامان: سراج الدين ابن الملقّن، وبرهان الدين الأبناسى. وكان يذكر أن العلامة شمس الدين بن قاضى شهبة فقيه الشام، أذن له فى الإفتاء.
ودرس كثيرا فى الفقه وغيره، وأفتى قليلا لفظا غالبا، تأدبا مع قضاة مكة، وكتب لأميرها الشريف حسن بن عجلان، وغيره من أمرائها، وباشرها فى المسجد الحرام مدّة سنين، وأعاد بالمدرسة المنصورية بمكة.
وكان ذا حظ من العبادة، وفيه خير ومروءة. وله نظم، وعناية كثيرة بالقراءات ومعرفة فيها. ومن شيوخه فيها، مقرئ الديار المصرية تقىّ الدين عبد الرحمن البغدادى، قرأ عليه بالسّبع، ويحيى بن صفوان الأندلسى بمكة، وأقام بالقاهرة مدة سنين، ثم عاد لمكة وسكنها حتى مات. وأقرأ الناس كثيرا، وحدّث كثيرا من مسموعاته.
توفى فى ظهر يوم السبت الرابع والعشرين من شوال، سنة ثمان وعشرين وثمانمائة بمكة، ودفن بالمعلاة. رحمة الله تعالى عليه.
٢٠٣٩ ـ على بن أحمد بن شرف العقيلىّ، نور الدين:
أمين الحكم العزيز بالبهنسا. توفى ليلة السبت، مستهل جمادى الأولى سنة إحدى عشرة وثمانمائة بمكة، ودفن بالمعلاة.
٢٠٤٠ ـ على بن أسيد بن أحيحة بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح القرشى الجمحىّ المكى:
ذكره الزبير بن بكار، لما ذكر ولد أسيد بن أحيحة، لأنه قال: فولد أسيد: زمعة وعليا، وهو أبو ريحانة، وكان شديد الخلاف على عبد الله بن الزبير، فتوعّده عبد الله ابن صفوان، فلحق بعبد الملك بن مروان، فاستمدّ للحجاج بن يوسف وقال: لولا أن ابن الزبير، تأوّل قول الله عزوجل:(وَلا تُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ)[البقرة: ١٩١]. ما كنا إلا أكلة رأس. وكان الحجاج بن يوسف فى سبعمائة،