١٩٨١ ـ عجلان بن رميثة بن أبى نمىّ محمد بن أبى سعد حسن بن على بن قتادة بن إدريس بن مطاعن الحسنى المكى، يكنى أبا سريع، ويلقب عز الدين:
أمير مكة، ولى إمرة مكة غير مرة، نحو ثلاثين سنة، مستقلا بها مدة، وشريكا لأخيه ثقبة مدة، وشريكا لابنه أحمد بن عجلان مدة، كما سيأتى بيانه. وقد ذكر ابن محفوظ المكى شيئا من خيره، وأفاد فيه ما لم يفد غيره.
ورأيت أن ألخص هنا ما ذكره من خبره بالمعنى، مع ما علمته من خبره مما لم يذكره ابن محفوظ، وملخص ما ذكره ابن محفوظ: أن عجلان وأخاه ثقبة، اشتريا مكة من أبيهما رميثة فى سنة أربع وأربعين وسبعمائة بستين ألف درهم، حين ضعف وكبر وعجز عن البلاد وعن أولاده، وصار كل منهم له فيها حكم، ثم إن ثقبة توجه إلى مصر بطلب من صاحبها الملك الصالح إسماعيل بن الملك الناصر محمد بن قلاوون، وبقى عجلان وحده فى البلاد، إلى آخر ذى القعدة من السنة المذكورة، ثم فارقها لما علم أن صاحب مصر قبض على أخيه ثقبة، وأنه وصل مرسوم من صاحب مصر لأبيه رميثة بردّ البلاد عليه، وقصد عجلان جهة اليمن، ومنع الجلاب من الوصول إلى مكة، فلم يصل منها إلا القليل.
وحصل فى هذه السنة غلاء عظيم فى أيام الحج. وكان حجّاج مصر كثيرين، وكذلك حجاج الشام، ولما رحل الحاج من مكة، وصل إليها الشريف عجلان من جهة اليمن، ونزل الزاهر، وأقام بها أياما. ثم بعد ذلك اصطلح هو وأبوه، وأخذ من التجار مالا جزيلا.
وذكر ابن محفوظ: أن فى سنة ست وأربعين وسبعمائة: توجه عجلان إلى مصر، فولاه الملك الصالح البلاد دون أبيه.
ولما توفى الملك الصالح، وولى أخوه الملك الكامل شعبان السلطنة بالديار المصرية والشامية عوض أخيه الملك الصالح، كتب لعجلان مرسوما بالولاية ووصل عجلان إلى مكة، فى رابع عشر جمادى الآخرة سنة ست وأربعين، ومعه خمسون مملوكا شراء ومستخدمين، وقبض البلاد بلا قتال من إخوته، وتوجه أخوه ثقبة إلى نخلة، وأقام معه أخوه سند ومغامس بمكة وأعطاهما فيها رسما، وأقاما على ذلك مدة، ثم إنه تشوش
١٩٨١ ـ انظر ترجمته فى: (الدرر الكامنة ٢/ ٤٥٣، خلاصة الكلام ٣١، سمط النجوم العوالى للعصامى ٤/ ٢٣٩، الأعلام ٤/ ٢١٦).