وتفقه على قاضى مكة نجم الدين الطبرى وصحبه، وانتفع به، وناب عنه فى الحكم، وعن القاضى شهاب الدين أحمد بن القاضى نجم الدين الطبرى، حتى مات، وهو القائم بولاية القاضى شهاب الدين، وكان فاضلا فى الفقه وغيره.
وكان يفتى ويعانى التجارة فى كثير من الأشياء، وحصل دنيا طائلة، وخلف تركة لها صورة من العقار وغيره. وكان طارحا للتكلف، يجلس للحكم فى السوق فى غالب النهار.
وذكره البرزالى فى تاريخه، نقلا عن العفيف المطرى، فقال: كان فقيها مفننا معظما، نزها قوالا بالحق، لم يخلف بعده ببلده مثله؛ وذكر أنه توفى فى يوم الثلاثاء رابع شعبان سنة خمس وثلاثين وسبعمائة بمكة. وأن مولده فى أوائل شهر رمضان سنة ثلاث وثمانين وستمائة. انتهى.
ووجدت بخط ابن البرهان الفقيه جمال الدين، أنه توفى يوم الأربعاء الرابع من شعبان سنة ست وثلاثين، وأنه ناب عن القاضى نجم الدين الطبرى. انتهى.
والصحيح فى وفاته، ما ذكره ابن البرهان؛ لأنى وقفت له على إجازة كتبها لجدى القاضى أبى الفضل النويرى، فى عرضه عليه لجميع كتاب «التنبيه» فى الفقه لأبى إسحاق الشيرازى، تاريخها سلخ رمضان سنة خمس وثلاثين. وأجاز له جميع مروياته.
[٢٣٤ ـ محمد بن عبد الله بن محمد الأندلسى، أبو عبد الله، العلامة المفسر، شرف الدين، المعروف بابن أبى الفضل المرسى السلمى]
سئل عن مولده، فذكر أنه فى ذى الحجة سنة تسع وستين وخمسمائة بمرسية. وقيل: سنة سبعين.
وسمع بالمغرب من جماعة، منهم أبو محمد عبد الله الحجرى. سمع عليه: الموطأ، رواية يحيى بن يحيى، ثم رحل من المغرب فى سنة ثلاث وستمائة.
٢٣٤ ـ انظر ترجمته فى: (بغية الوعاة ٦٠، إرشاد الأريب ٧/ ١٦، نفح الطيب ١/ ٤٤٣، الوافى بالوفيات ٣/ ٣٥٤، الأعلام ٦/ ٨١، معجم الأدباء لياقوت ١٨/ ٢٠٩، التكملة لابن الأبار ٢/ ٦٦٣ ـ ٦٦٤، ذيل الروضتين لأبى شامة ١٩٥ ـ ١٩٦، صلة التكملة للحسينى ٢٦ ـ ٢٧، ذيل مرآة الزمان لليونينى ١/ ٧٦ ـ ٧٩، تاريخ الإسلام للذهبى ٢٠/ ١٤٢ ـ ١٤٣، دول الإسلام ٢/ ١٢٠، العبر ٥/ ٢٢٤، عيون التواريخ ٢٠/ ١١٧ ـ ١١٩، طبقات الشافعية الكبرى للسبكى ٨/ ٦٩ ـ ٧٢، طبقات الشافعية للإسنوى ٢/ ٤٥١ ـ ٤٥٢، مرآة الجنان لليافعى ٤/ ١٣٧).