للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سمع من الجمال محمد بن أحمد بن عبد المعطى، والكمال محمد بن عمر بن حبيب الحلبى، وغيرهما، من شيوخ مكة والقادمين إليها، واشتغل بالعلم فى فنون، وكتب بخطه كتبا كثيرة، فى الفقه والأدب وغير ذلك، وكان يذاكر بأشياء حسنة فى الأدب وغيره، وله نظم وهمّة ومروءة، وإحسان إلى أقاربه، وولى مشيخة الكعبة، بعد على بن أبى راجح، من جهة أمير مكة، نحو ثلاث سنين فى نوبتين، لأنه ولى ذلك فى صفر سنة سبع وثمانين، إلى العشر الأخير من رمضان، سنة ثمان وثمانين، لعزله حينئذ عن ذلك، بأخيه أبى بكر بن محمد، إلا أنه لم يباشر ذلك لغيبته، وباشر عنه ابنه أحمد بن أبى بكر، حتى مات أحمد فى ذى القعدة من السنة المذكورة، وعاد حينئذ عمه نور الدين إلى ولاية ذلك، واستمر حتى عزل ثانيا بأخيه أبى بكر بن محمد، فى أوائل سنة تسعين وسبعمائة، واستمرّ معزولا حتى مات، غير أنه ولى ذلك نيابة عن أخيه أشهرا، فى أوائل السنة التى مات فيها، وكانت وفاته بعد علّة طويلة، فى يوم الأحد ثالث ذى القعدة الحرام، سنة خمس عشرة وثمانمائة ضحى، ودفن فى عصر يومه بالمعلاة.

٢١٠٣ ـ علىّ بن أبى راجح محمد بن يوسف بن إدريس بن غانم بن مفرّج العبدرىّ الشيبى:

شيخ الحجبة وفاتح الكعبة، نور الدين. سمع من الزين الطبرى: سنن النسائى، فى مجالس آخرها فى سنة إحدى وأربعين وسبعمائة، وما علمته حدّث، ولى فتح الكعبة بعد أخيه يوسف بن أبى راجح الآتى ذكره، وكان هو الأكبر، حتى مات فى صفر سنة سبع وثمانين وسبعمائة بمكة، ودفن بالمعلاة عن سبعين سنة فيما بلغنى، وكان رجلا جيّد الحفظ للقرآن ويتلوه.

٢١٠٤ ـ على بن محمد بن أبى بكر بن عبد الله بن مفرّج الأنصارى، الفقيه شمس الدين الشافعى الإسكندرى:

ذكره هكذا الصلاح الصّفدى فى أعوان النصر، وكان جيّد القريحة، ذكىّ الفطرة الصحيحة له مشاركات فى الأصول والفروع، سمع الحديث من الدمياطى، ومن الشيخ تقى الدين بن دقيق العيد ولازمه، وأملى عليه «شرح الإلمام»، وفى الفقه والأصول، والنحو، على العلم العراقى، وتوجه إلى قوص وأعاد بمدرسة السّديد، ثم أعرض عن ذلك، وحصل له فقر شديد مدقع مدّة، ثم تعرف بفخر الدين ناظر الجيش، فأعطاه


٢١٠٣ ـ انظر ترجمته فى: (الدرر الكامنة ٣/ ٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>