قال الزبير: وحدثنى عبد الرحمن بن عبد الله الزهرى، قال: قال معاوية بن أبى سفيان يوما، وعنده عبد الرحمن بن الأزهر: من لى من مخرمة بن نوفل، ما يضعنى من لسانه تنقصا! فقال له عبد الرحمن بن الأزهر: أنا أكفيكه يا أمير المؤمنين، فبلغ ذلك مخرمة بن نوفل، فقال: جعلنى عبد الرحمن بن الأزهر يتيما فى حجره، يزعم لمعاوية أنه يكفيه إياى، فقال له ابن برصاء الليثى: إنه عبد الرحمن بن الأزهر! فرفع عصا فى يده فضربه، فقال: أعداؤنا فى الجاهلية، وحسدتنا فى الإسلام، وتدخل بينى وبين ابن الأزهر! .
قال الزبير: وأخبرنى مصعب بن عثمان، قال: لما حضر مخرمة بن نوفل الوفاة، بكته ابنته، فقالت: وا أبتاه، كان هينّا لينا، فأفاق. فقال: من النادبة؟ . فقالوا: ابنتك. فقال: تعالى، فجاءت، فقال: ليس هكذا يوصف مثلى، قولى: وا أبتاه! كان أبيا عصيا. انتهى.
قال ابن عبد البر: كان من مسلمة الفتح، وكان له سن وعلم بأيام قريش، كان يؤخذ عنه النسب، وكان أحد علماء قريش، وكان شهما أبيا، شهد حنينا، وهو أحد المؤلّفة قلوبهم، وممن حسن إسلامه منهم، وهو أحد الذين نصبوا أعلام الحرم لعمر، مات فى المدينة زمن معاوية، سنة أربع وخمسين، وقد بلغ مائة سنة وخمس عشرة سنة، وكفّ بصره فى زمن عثمان، يعد فى أهل الحجاز. انتهى من الاستيعاب.
وقال النووى: وكان النبى صلى الله عليه وسلم، يتّقى لسانه، وأعطاه خمسين بعيرا يوم حنين.
٢٤١٩ ـ مرثد بن أبى مرثد، كنّاز بن الحصين، ويقال ابن حصين الغنوى:
وبقية نسبه تقدم فى ترجمة أبيه، كانا حليفين لحمزة بن عبد المطلب، وشهدا بدرا، وشهد مرثد أحدا، وآخى النبى صلى الله عليه وسلم، بينه وبين أوس بن الصامت، أخى عبادة بن الصامت، وأمره ـ على ما ذكر ابن إسحاق ـ على السرية التى وجهها إلى عضل والقارة وبنى لحيان، ليفقهوهم فى الدين، ويعلموهم القرآن وشرائع الإسلام، وذلك فى صفر سنة ثلاث من الهجرة.
وذكر الزهرى، أن المؤمر على هذه السرية: عاصم بن ثابت بن أبى الأقلح، وأن السرية كانوا ستة نفر: عاصما، ومرثدا، وخالد بن البكير، وخبيب ـ بالخاء المعجمة ـ
٢٤١٩ ـ انظر ترجمته فى: (الاستيعاب ترجمة ٢٣٩٣، الإصابة ترجمة ٧٨٩٥، أسد الغابة ترجمة ٤٨٣١، الثقات ٣/ ٣٩٩، أزمنة التاريخ الإسلامى ١/ ٨٦٤، تقريب التهذيب ٢/ ٤٧٠، البداية والنهاية ٦/ ٣٥٣، الطبقات ٨/ ٤٧، تجريد أسماء الصحابة ٢/ ٦٨، الكاشف ٣/ ١٣٠، حلية الأولياء ٢/ ١٩، الجرح والتعديل ٨/ ٢٩٩، أصحاب بدر ٩٠، الأعلام ٧/ ٢٠١، تهذيب الكمال ٣/ ١٣١٤، تهذيب التهذيب ١٠/ ٨٢).