ابن عدى، وزيد بن الدثنة، وعبد الله بن طارق، فغدر بهم الذين أرسلوا إليهم، واستصرخوا عليهم هذيلا، فقتل مرثد وعاصم وخالد، بعد أن قاتلوا، وألقى خبيب وعبد الله وزيد بأيديهم بعد أن سلّموا إليهم أنفسهم، ثم استشهد خبيب.
وكان مرثد يحمل الأسرى من مكة، حتى يأتى بهم المدينة لشدته وقوته، وكان بمكة بغىّ يقال لها عناق، وكانت صديقة له فى الجاهلية وكان وعد رجلا يحمله من أسرى مكة، قال: فجئت حتى انتهيت إلى حائط من حيطان مكة، فى ليلة قمراء، قال: فجاءت عناق فأبصرت سواد ظلى بجانب الحائط، فلما انتهت إلىّ عرفتنى، فقالت: مرثد؟ قلت: مرثد. قالت: مرحبا وأهلا، هلم، فبت عندنا الليلة، قال: قلت: يا عناق، إن الله حرم الزنا، قالت: يا أهل الخباء، هذا الرجل الذى يحمل الأسرى، قال: فاتبّعنى ثمانية رجال، وسلكت الخندمة، فانتهيت إلى كهف أو غار فدخلته، وجاءوا حتى قاموا على رأسى، وأعماهم الله عنى، ثم رجعوا ورجعت إلى صاحبى فحملته، وكان رجلا ثقيلا، حتى انتهيت إلى الإذخر، ففككت عنه كبله، ثم جعلت أحمله حتى قدمنا المدينة، فأتيت رسول اللهصلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، أنكح عناقا؟ فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يرد علىّ شيئا، حتى نزلت هذه الآية:(الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً، وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلَّا زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ)[النور: ٣] قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: لا تنكحها.
ومن حديث مرثد الغنوى، عن النبى صلى الله عليه وسلم، أنه قال:«إن سركم أن تقبل صلاتكم، فليؤمكّم خياركم، فإنهم وفد فيما بينكم وبين ربكم» رواه أبو عبد الرحمن الشامى، وأنكر ابن عبد البر رواية القاسم عنه، قال: وهو عندى وهم وغلط، لأن من قتل فى حياة النبىصلى الله عليه وسلم ومغازيه، لم يدركه القاسم المذكور، ولا رآه، فلا يجوز أن يقال فيه حدثنى، لأنه منقطع، أرسله القاسم أبو عبد الرحمن، عن مرثد بن أبى مرثد هذا، إلا أن يكون رجلا آخر، وافق اسمه واسم أبيه.
٢٤٢٠ ـ مروان بن الحكم بن أبى العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قصى بن كلاب القرشى الأموى:
٢٤٢٠ ـ انظر ترجمته فى: (الاستيعاب ترجمة ٢٣٩٩، الإصابة ترجمة ٧٩٣١، أسد الغابة ترجمة ٤٨٤٨، طبقات ابن سعد ٥/ ٣٥، نسب قريش ١٥٩، ١٦٠، طبقات خليفة ١٩٨٤، التاريخ الكبير ٧/ ٣٦٨، المعارف ٣٥٣، الجرح والتعديل ٨/ ٢٧١، تاريخ الطبرى ٥/ ٥٣٠، ٦١٠، مروج الذهب ٣/ ٢٨٥، أنساب العرب ٨٧، الكامل ٤/ ١٩١، تهذيب الأسماء واللغات ١، ٢/ ٨٧، تهذيب الكمال ١٣١٥، تاريخ الإسلام ٣/ ٧٠، تذهيب التهذيب ٢/ ٣٤، البداية والنهاية ٨/ ٢٣٩، ٢٥٧، تهذيب التهذيب ١٠/ ٩١، النجوم الزاهرة ١/ ١٦٤، ١٦٩، خلاصة تذهيب الكمال ٣١٨، شذرات الذهب ١/ ٧٣).