وأجاز له من مصر والشام جماعة من شيوخ أخيه بهاء الدين بن خليل، وما علمته حدث، ولا علمت متى مات، إلا أنه كان حيا فى سنة عشرين وسبعمائة؛ لأنى وجدت له فيها سماعا على الرضى الطبرى. وكانت وفاته بالعراق، على ما ذكر لى شيخنا أبو بكر بن قاسم بن عبد المعطى، وذكر أن له اشتغالا بالعلم.
[٦٢٨ ـ أحمد بن محمد بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشى المخزومى المكى الشافعى، قاضى مكة ومفتيها، محب الدين أبو العباس بن قاضى مكة وخطيبها ومفتيها جمال الدين أبى حامد بن عفيف الدين]
ولد فى جمادى الأولى سنة تسع وثمانين وسبعمائة، وحفظ القرآن وصلى به التراويح فى سنة تسع وتسعين وسبعمائة، وحفظ كتبا فى فنون من العلم، منها: المنهاج للنواوى، والمنهاج للبيضاوى، والألفية فى النحو، والألفية فى الحديث، المسماة: بالتبصرة، والشاطبية، وغير ذلك.
وفى رمضان سنة إحدى وثمانمائة، عرض المنهاج للنواوى على جماعة، منهم شيخنا برهان الدين الأبناسى، وحضر عنده دروسا فى الفقه، وسمع عليه بقراءتى الموطأ، رواية يحيى بن يحيى.
وقرأت لأجله على شيخنا إبراهيم بن محمد بن صديق فى سنة خمس وثمانمائة، غالب مسموعاته من الأجزاء، وسمع عليه قبل ذلك صحيح البخارى، وقرأ له عليه والده، مسند الدارمى بقبة العباس، وسمع معنا على شيخنا القاضى زين الدين أبى بكر بن الحسين المراغى بالمسجد الحرام: صحيح مسلم، وسنن الدارقطنى، وقرأ عليه: كتاب العمد فى شرح الزبد، لقاضى حماة شرف الدين البارزى، وأذن له فى الإفتاء والتدريس، وأذن له فى ذلك مكاتبة شيخنا قاضى القضاة ولى الدين أبو زرعة بن شيخنا الحافظ زين الدين العراقى، وقبل ذلك قاضى القضاة جلال الدين بن شيخ الإسلام سراج الدين البلقينى، وخطيب دمشق ومفتيها شهاب الدين أحمد بن حجى، والشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الله الغزى أحد المفتين، ونواب الحكم بدمشق، بعد أن قرأ عليه بمكة منهاج البيضاوى وسمع عليه جانبا من جمع الجوامع، لتاج الدين السبكى، فى سنة تسع وثمانمائة، وبسؤاله أجازه البلقينى وابن حجى وحضر فى الأصول والمعانى والبيان
٦٢٨ ـ انظر ترجمته فى: (الدليل الشافى ١/ ٧٩، إنباء الغمر ٣/ ٣٣٢، الضوء اللامع ٢/ ٣٤، شذرات الذهب ٧/ ١٧٧ ـ ١٧٨، المنهل الصافى ٢/ ٢٣٤).