للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حدثنى حماد بن سلمة، وابن جعدبة جميعا ـ وفيه اختلاف بينهما ـ قالا: دخل النبىصلى الله عليه وسلم على أم سلمة وعندها رجل، فقال: «من هذا؟ » قالت: أخى الوليد، قدم مهاجرا. فقال: «هذا المهاجر». فقالت: يا رسول الله، هذا الوليد، فأعاد وأعادت، فقال: «إنكم تريدون أن تتخذوا الوليد جبانا، إنه يكون فى أمتى فرعون يقال له الوليد». قال: وفى حديث حماد: «يسرّ الكفر ويظهر الإيمان» وعرفت أم سلمة ما أراد من تحويل اسمه، فقالت: نعم يا رسول الله، هو المهاجر. وقالا: قال الجعدى فى حديثه: لقد رأيته يوم بدر، وجاء مقنّعا فى الحديد لا يرى منه إلا عيناه، ووقف ودعا إلى البراز، فاستشرفه الناس، فقلنا: من هذا؟ فقال: أنا ابن زاد الرّكب، فعرفنا أنه ابن أميّة، فقلنا: أيهم؟ فقال: أنا ابن جذل الطّعان، فعرفناه. انتهى.

قال الزبير: وإنما قيل له: زاد الركب، لأنه كان إذا خرج سفرا، لم يتزوّد معه أحد. انتهى.

وقال ابن عبد البر، بعد أن ذكر معنى الخبر الذى ذكره الزبير، فى كراهية النبىصلى الله عليه وسلم تسمية المهاجر الوليد: ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، المهاجر بن أبى أمية إلى الحارث بن عبد كلال الحميرى ملك اليمن، واستعمله أيضا رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقات كندة والصّدف، ثم ولّاه أبو بكر اليمن، وهو الذى افتتح حصن النّجير بحضر موت، مع زياد ابن لبيد الأنصارى، وبعث بالأشعث بن قيس الكندى أسيرا إلى أبى بكر الصديق، فمن عليه الصديق، وحقن دمه.

[٢٥٣٣ ـ المهاجر بن خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومى]

كان غلاما على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو وأخوه عبد الرحمن بن خالد، وكانا مختلفين، كان عبد الرحمن مع معاوية، وكان المهاجر مع على بن أبى طالب، محبّا فيه وفى ذويه، وشهد معه الجمل وصفين، وفقئت عينه على ما قيل يوم الجمل، وقيل يوم صفين. وللمهاجر ابن يسمى خالد بن المهاجر، قتل ابن أثال اليهودى طبيب معاوية، بعمّه عبد الرحمن، لأنه اتّهم بقتل عبد الرحمن فى دواء عمله له ابن أثال. وللمهاجر فى ذلك شعر مذكور فى ترجمة عبد الرحمن بن خالد، مع سبب قتل ابن المهاجر لابن أثال، فأغنى ذلك عن إعادته هنا.


٢٥٣٣ ـ انظر ترجمته فى: (الاستيعاب ترجمة ٢٥٣٢، الإصابة ترجمة ٨٣٥٤، أسد الغابة ترجمة ٥١٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>