وقال ابن عيينة: سمعت عمّن سمع أبا الشعثاء يقول: هذا عكرمة مولى ابن عباس، هذا أعلم الناس.
وقال قتادة: أعلمهم بالتفسير عكرمة. وقال مرّة: أعلمهم بالسّيرة عكرمة.
وذكره ابن عبد البر فى فقهاء مكة من أصحاب ابن عباس، وقال: كان فقيها عالما بتفسير القرآن والسّير، وقد طعن عليه بعض من لم يلتفت العلماء إلى قوله، وهو عندهم ثقة مأمون، مقبول القول، حسن الرأى، لا يختلف أئمة الحديث ومتأخر والعلماء فى ذلك. انتهى.
والكلام فى عكرمة، بسبب أنه كان يرأى رأى الخوارج، وكلام مالك، ويحيى بن سعيد فيه، بسبب رأيه ذلك. وقد وثّقه أحمد، وابن معين، وأبو حاتم، والنسائى، وغيرهم.
وقال صاحب الكمال: قال يحيى: إذا رأيت أحدا يتكلم فى حمّاد بن سلمة، وعكرمة مولى ابن عباس، فاتّهمه على الإسلام، وهذه منقبة.
وكان عكرمة كثير التنقل فى الأقاليم، دخل اليمن وخراسان والغرب، وكانت الأمراء تكرمه وتقبله.
واختلف فى وفاته، فقيل سنة أربع ومائة، قاله ابن المدينى. وقيل خمس ومائة، قاله مصعب الزبيرى وجماعة: وقيل سنة ست ومائة، قاله الهيثم بن عدى وغيره. وقيل سنة سبع ومائة، قاله أبو نعيم وجماعة. ومات معه فى يوم موته: كثيّر عزة، فقيل: مات اليوم أفقه الناس وأشعرهم. وكانت وفاته بالمدينة، وله أربع وثمانون سنة فيما قيل. ولما مات مولاه عبد الله بن عباس، كان عكرمة رقيقا، فباعه علىّ بن عباس، من خالد بن يزيد بن معاوية، بأربعة آلاف دينار، فقيل له: بعت علم أبيك! فاستقاله علىّ من خالد، وأعتقه علىّ.
* * *
[من اسمه علقمة]
[٢٠٢٥ ـ علقمة بن سعيد بن العاص بن أمية الأموى]
شهد مع إخوته فتوح الشام، ذكره هكذا الذهبى فى التجريد. ولم أر من ذكره
٢٠٢٥ ـ انظر ترجمته فى: (الإصابة ٤/ ٥٥١، التجريد ١/ ٤٢٢).