للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عليها طبلخانتهم، وصاح كبيش بعنان يطلبه للبراز، فلم يجبه، وبرز إليه بعض الأشراف، فلم يره كبيش كفؤا له، وضربه كبيش برمح معه، فأصابت الضربة فرس المضروب فقتلها وسقط راكبها، فعمد بعض أصحاب عنان إلى فرس كبيش فعقرها، فسقط كبيش إلى الأرض وصار راجلا، فقصده أصحاب عنان من كل جانب وقاتلوه، فقاتلهم أشد القتال.

ثم إن بعضهم استغفله فى حال قتاله، ورفع الدرع عن ساقه، وضربه فيه ضربة حتى جثى على ركبتيه، وقاتل وهو على تلك الحالة، حتى أزهقت روحه، وانهزم أصحابه الذين شهدوا معه الحرب، بعد سقوطه عن فرسه إلى الأرض.

وأما الحميضات، فإنهم لم يقاتلوا جملة لمباطنة بينهم وبين عنان، وقتل فى هذا اليوم من القواد العمرة، لقاح بن منصور، وجماعة من عبيد آل عجلان، ورجع بقيتهم بمن معهم من سادتهم، إلى منزلهم بوادى مر، وحمل كبيش إلى المعلاة فدفن بها، وهو فى عشر الستين أو السبعين.

[٢٣٦٤ ـ كثير بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى بن كلاب القرشى الهاشمى، يكنى أبا تمام]

ذكره ابن عبد البر فى الاستيعاب، وقال: ولد قبل وفاة النبى صلى الله عليه وسلم بأشهر من سنة عشر. ليس له صحبة، ولكن ذكرناه لشرطنا، أمه رومية تسمى سبأ، وقيل حميرية. وكان فقيها ذكيّا فاضلا. روى عنه عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وابن شهاب.

وذكر المزى فى التهذيب: أنه يروى عن أبيه، وأخيه عبد الله، وعثمان بن عفان، وعمر، وأبى بكر رضى الله عنهم. روى له البخارى ومسلم وأبو داود والنسائى.

وقال الزبير: كان فقيها فاضلا، لا عقب له، وأمه أم ولد.

وقال عبد الرحمن بن أبى الزناد: وكان ينزل فى بنى مالك، على اثنين وعشرين ميلا من المدينة، وكان ينزل المدينة كل جمعة، فينزل دار أبيه، التى هى عند مجزرة ابن عباس.


٢٣٦٤ ـ انظر ترجمته فى: (الاستيعاب ترجمة ٢٢٠٢، الإصابة ترجمة ٧٤٩٥، أسد الغابة ترجمة ٤٤٣١، الطبقات الكبرى ٤/ ٦، تجريد أسماء الصحابة ٢/ ٢٧، ٢٨، الثقات ٥/ ٣٢٩، الجرح والتعديل ٧/ ١٥٣، تقريب التهذيب ٢/ ١٣٢، تهذيب التهذيب ٨/ ٤٥٠، تهذيب الكمال ٣/ ١١٤٣، سير أعلام النبلاء ٣/ ٤٤٤، الطبقات ٢٣٠، التحفة اللطيفة ٣/ ٤٢٩، التاريخ الكبير ٧/ ٢٠٧، المعرفة والتاريخ ١/ ٣٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>