فى ذكر شيء من خبر خزاعة ولاة مكة فى الجاهلية ونسبهم، ومدة ولايتهم لمكة، أول ملوكهم بها، وغير ذلك من خبرهم، وشيء من خبر عمرو بن عامر ماء السماء الذى تنسب إليه خزاعة على ما قيل، وشيء من خبر بنيه وغير ذلك (١).
أما نسب خزاعة: فمنهم من ولد قمعة بن إلياس بن نضر بن نزار بن معد بن عدنان. هكذا قال جماعة من أهل العلم بالنسب، منهم: ابن حزم، واحتج لذلك بأحاديث تقوم بها الحجة، وقيل: إنهم من ولد الصلت بن النضير بن كنانة.
ذكر هذا القول ابن قتيبة وقيل: إنهم من قحطان، وخزاعة تقول ذلك.
لأن ابن هشام قال: وتقول خزاعة: نحن بنو عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأسد بن الغوث. وخندف أمناء فيما حدثنى أبو عبيدة وغيره من أهل العلم، فقال: خزاعة بنو حارثة بن عمرو بن عامر.
وأنما سميت خزاعة لأنهم يخزعون من ولد عمرو بن عامر حين أقبلوا من اليمن يريدون الشام، فنزلوا بمر الظهران، فأقاموا بها. انتهى.
إذا كانت خزاعة من مضر فلا تظهر تسميتها بخزاعة معنى.
وإذا كانوا من قحطان، فذلك لانخزاعهم عن قومهم بمكة، والانخزاع: هو المفارقة.
ومن ذلك يقول القائل:
فلما هبطنا بطن مر تخزعت ... خزاعة منا فى حلول كراكر
وأما ولاية خزاعة بمكة: فسبق فى باب أخبار خبرهم، وهو الباب الخامس والعشرون: أن بنى بكر بن عبد مناة وغبشان: من خزاعة، قاتلوا جرهما وأخرجوهم من مكة، وهذا يقتضى: أنهم وليوا البيت ومكة.
وسبق فى الباب الثامن والعشرون: أن سبب ولايتهم للبيت إعلامهم مضر بموضع الحجر الأسود لما دفنته بنو إياد.
وفى الخبر الذى فيه ذلك: ووليت خزاعة عند ذلك البيت، ولم يبرح فى أيديهم حتى