ولما قتل أعلنت ولاية عنان بمكة عوض المذكور، ودخل مكة مع الترك، وهم متسلحون حتى انتهوا إلى أجياد، فحاربوا من ثبت لهم من جماعة محمد، ثم ولوا، وترك الترك الحرب مع التيقظ مخافة العدو، وانقطع بقتل محمد ولاية أولاد أحمد.
ويقال: إن أحمد بن عجلان، رأى فى المنام أن عنانا جب ذكره. فذكر ذلك أحمد لبعض الناس، فقال له: يقطع عنان ذكر ولدك المذكور، فكان كذلك؛ لأن محمدا قتل ولم يترك ولدا ذكرا، وما ترك أبوه ذكرا غيره.
وكان أحمد قد منح ابنه محمدا هذا ثلاثة خيول، أحياها بوادى مر وهى: البثنى، والبحرين، والحميمة.
وثبت إقرار أحمد بملك ابنه محمد لذلك عند قاضى مكة محب الدين النويرى بشهادة عمه القاضى نور الدين النويرى على أحمد بن عجلان بذلك، ويمين ابنه محمد على صحة ذلك عند الحجر الأسود.
وكان أبوه زوجه على ابنة على بن مبارك بن رميثة بن سعدانة بنت عجلان.
واحتفل أحمد بالنفقة فى عرس ولده عليها احتفالا عظيما، ورزق منها بنتا تسمى شمسية، هى الآن زوجة السيد رميثة بن محمد بن عجلان أمير مكة، فى سنة تسع عشرة وثمانمائة. فالله يسدده وإلى الخير يرشده.
[٣٤ ـ محمد بن أحمد بن عطية بن ظهيرة بن مرزوق، القرشى، المكى، المخزومى]
سمع من: عيسى الحجى، والآقشهرى، والشريف أبى الخير الفارسى، وموسى الزهرانى. وما علمته حدث.
وأجاز له من دمشق القاضى سليمان بن حمزة وجماعة.
وذكر لى شيخنا أبو حامد بن ظهيرة: أنه توفى فى أواخر ذى الحجة سنة تسع وأربعين وسبعمائة بمكة.
[٣٥ ـ محمد بن أحمد بن على بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن أحمد بن ميمون ابن راشد القبسى، الشيخ قطب الدين، أبو بكر بن الشيخ أبى العباس القسطلانى، المكى، الشافعى]
ولد فى السابع والعشرين من ذى الحجة سنة أربع عشرة وستمائة بمصر. وحمل فى موسم سنة تسع عشرة إلى مكة، فنشأ بها.
٣٥ ـ انظر ترجمته فى: (طبقات الشافعية ٥/ ١٨، فوات الوفيات ٢/ ١٨١، الرسالة المستطرفة ٩٢، شذرات الذهب ٥/ ٣٩٧، النجوم الزاهرة ٧/ ٣٧٣، حسن المحاضرة ١/ ٢٣٦، المغرب ١/ ٢٦٩، التاج ٨/ ٨٠، الأعلام ٥/ ٣٢٣، ٣٢٤).