للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وستمائة، بدار العجلة بمكة، وقد عنى به أبوه، واستجاز له من جماعة من شيوخه بمكة، والشام، ومصر، وبغداد، وأسمعه الكثير على جماعة.

وقد تفرد بإجازة جدّه لأبيه أبى العباس القسطلانى، وحدث بها عنه، وجده لأمه الإمام تقى الدين عمر بن محمد القسطلانى إمام المالكية، وسمع على ابن أبى حرمى، صحيح البخارى وغير ذلك، وعلى شعيب بن يحيى الزعفرانى [ ....... ] (١) وعلى ابن بنت الجميزى: الثقفيات ومشيخته، والأربعين له، تخريج الرشيد العطار، وغير ذلك، وعلى ابن أبى الفضل المرسى: الموطأ، رواية يحيى بن يحيى، وصحيح ابن حبان، وعلى أبى محمد بن عبد الله بن لب الشاطبى: الموطأ. وحدث.

سمع منه الأعيان، منهم: النجم أبو بكر بن عبد الحميد، ومات قبله بأزيد من عشرة أعوام، والحافظان: قطب الدين الحلبى، وعلم الدين البرزالى، وذكره فى معجمه وترجمه: بالإمام العالم الفقيه، وقال: كان شيخا جليلا كبير القدر، فقيها فاضلا، شيخ الحديث بالحرم بمكة، والمدرسة المظفرية.

وذكر أنه توفى ليلة الأربعاء، مستهل المحرم، سنة أربع وسبعمائة ودفن بالمعلاة.

[٣٨٨ ـ محمد بن محمد بن أحمد بن الأنصارى، المصرى الأصل، المكى المولد والدار، المعروف والده بابن جن البير]

ورث عن أبيه بعض دنيا وأذهبها، ثم توفى غريقا فى البحر المالح ببلاد اليمن، فى سنة عشر وثمانمائة، سامحه الله تعالى.

وأخبرنى بعض الناس أنه رآه فى المنام، فسأله عن حاله، فذكر عفو الله عنه، وسأله عن سبب ذلك، فقال: بالجوع. انتهى بالمعنى وكان ابتلى بفاقة شديدة، وكان يجوع لأجلها. من أصحابه ثلاثمائة فارس، وسار راجح مسايرا للسلطان على الساحل، ثم تقدم إلى مكة. فلما تحقق جفريل وصول الملك المنصور، أحرق ما كان معه من الأثقال، وتقدم إلى الديار المصرية، فلما كان بالمدينة النبوية، بلغه الخبر بوفاة الملك الكامل. وكانت بعد العصر يوم الأربعاء ثانى عشرى شهر رجب، سنة خمس وسبعمائة وستمائة بدمشق. وأخفوا موته إلى يوم الجمعة وقت الصلاة، ثم أعلنوا ذلك، حتى ترحموا عليه على السدة بين المنبر بالجامع بدمشق، ودعا بها لولده الملك العادل، صاحب الديار المصرية.


(١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.
٣٨٨ ـ انظر ترجمته فى: (الضوء اللامع ٩/ ٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>