وأنشد له ابن الجزرى هذين البيتين، ولا أدرى هل هما له أم لا؟ فقال: وكتب من مكة إلى الشام:
وما أبتدأ العبد فى كتبه ... سلام لأمر تظننونه
ولكنه إذا رأى كونه ... تحيتهم يوم يلقونه
وتوفى الرضى بن خليل هذا، فى الحادى والعشرين من ذى الحجة سنة خمس وتسعين وستمائة بمكة، ودفن بالمعلاة بالقرب من سفيان بن عيينة. هكذا ذكر وفاته البرزالى فى معجمه، نقلا عن الشيخ بهاء الدين عبد الله بن الشيخ رضى الدين المذكور.
وذكر الذهبى فى تاريخ الإسلام: أنه توفى فى الحادى والعشرين من ذى الحجة سنة ست وتسعين. كذا وجدت بخطى فيما نقلته من التاريخ المذكور، وهو وهم منى إن لم يكن منه. والظاهر أن الوهم منه، لأنه ذكره فى «العبر» فى المتوفين سنة ست، إلا أنه لم يذكر الشهر، وإنما كان ذلك وهما؛ لأنى وجدت بخط جدى أبى عبد الله الفاسى: أنه توفى فى آخر شهر ذى الحجة سنة خمس وتسعين بمكة. وذكر أنه عاده فى مرضه، وحضر الصلاة عليه، ودفنه بالمعلاة. وما ذكره جدى موافق لما ذكره البرزالى، وهو إنما نقل وفاته عن الشيخ بهاء الدين عبد الله بن الشيخ رضى الدين المذكور، وهما أقعد بمعرفة ذلك من غيرهما. ومولده ـ على نل ذكر البرزالى ـ بمنى فى حادى عشر ذى الحجة فى آخر أيام التشريق، سنة ثلاث وثلاثين وستمائة.
[٢١٥ ـ محمد بن عبد الله بن عبد الله الدمشقى القلعى المقرى، ناصر الدين المعروف بالعقيبى]
نسبة إلى العقيبة، موضع بدمشق، المتصدر بالحرم الشريف. هكذا وجدت نسبه بخطه.
ووجدت بخطه: أنه قرأ القرآن الكريم ختمة كاملة بما احتوته قصيدة الإمام الشاطبى من مذاهب القراء، على المقرئين بدر الدين محمد بن أحمد بن بصحان الدمشقى، وشمس الدين محمد بن أحمد بن على الرقى، وحدث عنهما بالقصيدة المذكورة، بقراءة ابن بصحان لها، على الرضى جعفر بن القاسم بن دبوقا، وقراءة الرقى لها، على الجمال إبراهيم بن داود الفاضلى، والشهاب أبى بكر بن عثمان بن عبد الخالق بن مزهر الأنصارى.