فى ذكر الأصنام التى كانت بمكة وحولها، وشيء من خبرها، وذكر شيء من خبر أسواق مكة فى الجاهلية والإسلام، وذكر شيء مما قيل من الشعر فى الشوق إلى مكة الشريفة، وذكر معالمها المنيفة (١).
أما الأصنام المشار إليها: فإن منها الصنم المعروف: بهبل، وكان من أعظم أصنام قريش.
ومنها: أساف ونائلة، وهما رجل وأمرأة من جرهم مسخا حجرين؛ لأن الرجل فجر بالمرأة فى الكعبة. وقيل: بل قبلها.
ثم كسرهما النبى صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة مع ما كسر من الأصنام فى هذا اليوم.
ومنها: الخلصة بأسفل مكة ونهيك. ويقال له: محاذر الريح على الصفا، ومطعم الطير على المروة.
وكان الذى نصب هذه الأصنام الثلاثة: عمرو بن لحى.
وكان جملة ما بمكة من الأصنام حول الكعبة فى يوم الفتح ثلاثمائة وستون صنما، على ما رويناه عن ابن عباس رضى الله عنهما.
ونص حديثه، قال: «دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنما، منها ما قد شد بالرصاص، وطاف على راحلته، وهو يقول:(وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً)[الإسراء: ٨١] ويشير إليها. فما من صنم أشار إلى وجهه إلا وقع على دبره، ولا أشار إلى دبره إلا وقع على وجهه، حتى وقعت كلها». هذا نص حديثه فى تاريخ الأزرقى، ومنه: لخصنا باختصار ما ذكرناه من خبر الأصنام.
وفيه: عن ابن إسحاق «لما صلى النبى صلى الله عليه وسلم الظهر يوم الفتح، أمر بالأصنام التى حول الكعبة كلها فجمعت، ثم حرقت».
ومنها: العزى، وكانت ثلاث شجرات بنخلة، وكان أهل الجاهلية إذا فرغوا من