عن ابن الصائغ، عنه، وعلى الجمال المطرى، وخالص البهائى: الإتحاف، لأبى اليمن بن عساكر عنه، وعلى علىّ بن عمر الحجار، عدة أجزاء من مروياته، وأجاز له هؤلاء الشيوخ، وجماعة من مكة منهم: عيسى الحجى، والزين الطبرى، والآقشهرى، وحدث ببعض الشفاء بالقاهرة.
سمع منه بها أخى شقيقى المفتى عبد اللطيف، وصاحبنا المحدث شهاب الدين الكلوتاتى. ولم أسمع منه قصدا، لكنه أجاز لى باستدعائى فى مبدأ الطلب، والله يغفر له.
وكان سكن القاهرة مدة سنين، مستوطنا لها فى أواخر عمره، وبها توفى سحر يوم الجمعة، السادس والعشرين من شعبان، سنة سبع وثمانمائة. ودفن بتربة الصوفية خارج باب النصر. وقد بلغ الثمانين أو جاوزها بيسير، ولم يكن يحرر تاريخ مولده، إلا أنه يتحصل من كلامه ما ذكرناه.
[٣٩٧ ـ محمد بن محمد بن سعيد بن عمر بن على الصغانى، العلامة ضياء الدين الهندى الحنفى]
هكذا وجدت نسبه بخطه فى ثبت له ذكر فيه: أنه سمع على الجمال المطرى: صحيح البخارى عن أبى اليمن بن عساكر، والتوزرى، وقرأ عليه: صحيح مسلم، عن الحافظ الدمياطى، والتوزرى، وجامع الترمذى وغير ذلك، وعلى القطب ابن المكرم: الموطأ رواية يحيى بن يحيى، عن العفيف الدلاصى، ولبس منه الخرقة، وذلك فى عشر الأربعين وسبعمائة، بالمدينة النبوية.
وقد سمع بها من أبى الحسن على بن عمر بن حمزة الحجار: عدة أجزاء، وحدث عنه بالخلعيات، وسمع بالقاهرة من بدر الدين الفارقى، وغيره من أصحاب النجيب الحرانى. ولى منه إجازة باستدعاء شيخنا ابن سكر.
وكان أقام بالمدينة مدة سنين، يدرس ويفتى ويتاجر، ثم حصل بينه وبين أميرها جماز ابن منصور، منافرة لطلبه منه مالا، وتوقف الضياء فى تسليمه، فسجن فى الجب بالقلعة، ثم أطلق، وحصل بينه وبين أميرها جماز بن منصور منافرة أيضا؛ لأن جمازا اجتمع مع الضياء وغيره من علماء المدينة بالروضة، ووقع من جمازا كلام سيئ فى حق أبى بكر وعمر رضى الله عنهما، فكفره الضياء لذلك، فقال له جماز: تكفرنى؟ . فقال له: نعم، ثم تخوف الضياء وهرب من المدينة إلى ينبع، فاستجار بأميرها أبى الغيث فأجاره، ومنع منه الطلب، وأخفاه وأعانه على الوصول إلى مصر.