للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال أبو حاتم: صالح الحديث. قال محمد بن سعد: أجمعوا أنه توفى سنة إحدى ومائة. ذكره ابن سعد فى طبقاته الصغرى فى الطبقة الثانية من التابعين المكيين. وذكر العجلى فى ثقاته. وقال الحافظ نور الدين الهيثمى فى ترتيب ثقات العجلى: مولى ابن عباس، مكى تابعى ثقة.

٢٥٢١ ـ مكثّر بن عيسى بن فليتة بن قاسم بن محمد بن جعفر الحسنى المكى:

وبقية نسبه تقدم فى ترجمة جده الأعلى محمد بن جعفر، المعروف بابن أبى هاشم: أمير مكة.

كانت ولاية مكثر لمكة مدة سنين، وكان يتداول إمرتها هو وأخوه داود السابق ذكره، وقد خفى علينا مقدار مدة ولاية كل منهما، مع كثير من حالهما، وكانت إمرة مكة فيه وفى أخيه داود، نحو ثلاثين سنة، كما سيأتى إن شاء الله تعالى ذكره، مع شيء من حالهما، وبمكثر انقضت ولاية الهواشم من مكة، ووليها بعده أبو عزيز قتادة ابن إدريس الحسنى المعروف بالنابغة، صاحب مكة المقدم ذكره، وذلك فى سنة سبع وتسعين وخمسمائة، على ما ذكره الميورقى، نقلا عن عثمان بن عبد الواحد العسقلانى المكى، أو فى سنة ثمان وتسعين، كما ذكر الذهبى فى «العبر»، أو فى سنة تسع وتسعين وخمسمائة، كما ذكر ابن محفوظ.

وأما ابتداء ولاية مكثّر على مكة، فى سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، وذلك أنى وجدت بخط بعض المكيين، أنه لما مات عيسى بن فليتة فى شعبان سنة سبعين وخمسمائة، ولى إمرة مكة بعده ابنه داود ولىّ عهده، فأحسن السيرة، وعدل فى الرعية.

فلما كانت ليلة النصف من رجب، سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، خرجت خوارج على داود، ففارق منزله وسار فى بقية ليلته إلى وادى نخلة، وولى أخوه مكثّر عوضه فى الحال، ولم يتغيّر عليه أحد بشئ، فلما كان ليلة النصف من شعبان، قدم من اليمن إلى مكة شمس الدولة توران شاه بن أيوب، أخو صلاح الدين يوسف بن أيوب، قاصدا بلاد الشام، فاجتمع به الأمير داود والأمير مكثر بالزاهر ظاهر مكة، وأصلح بينهما.

فلما كان السابع من ذى الحجة سنة إحدى وسبعين، وصل الخبر إلى مكة بأن أمير


٢٥٢١ ـ انظر ترجمته فى: (خلاصة الكلام ٢١ ـ ٢٣، ابن ظهيرة ٣٠٨، صبح الأعشى ٤/ ٢٧١، مرآة الجنان ٣/ ٤٩٤ الأعلام ٧/ ٢٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>