النووى» للشيخ تقى الدين السبكى. وكان يكتب الشفاعات والمحاضر التى يرسل بها إلى البلدان بسبب الحكام وغيرهم. وكان يكتب المحاضر فى أسطر قليلة وافية بالمقصود، ويعيب الإكثار فيها على عشرة أسطر أو سبعة ـ الشك منى ـ واتفق له أمرا أوجب إقامته بمكة، فمكث بها قليلا.
توفى فى التاسع والعشرين من شهر ربيع الأول سنة تسع وسبعين وسبعمائة بمكة، ودفن بالمعلاة.
[١٨١٢ ـ عبد السلام بن محمد بن مزروع بن أحمد بن عزاز عفيف الدين أبو محمد المضرى ـ بضاد معجمة ـ البصرى المدنى المكى]
نزيل المدينة النبوية ومحدثها، سمع من أبى القاسم يحيى بن قميرة مشيخته لابن شاذان الكبرى، وسمع بالمدينة من شيخ الحرم بدر الشهابى. وحدث.
سمع منه الأعيان، وأثنوا عليه، وكان عارفا بهذا الشأن وغيره من أنواع العلوم، وله نظم وديانة وعبادة. حج أربعين حجة متوالية، أظن أن كلها أو أكثرها من المدينة النبوية؛ لأنه كان استوطنها، وصار له بها ذرية، أدركت منهم حفيدته رقية بنت يحيى ابن عبد السلام المذكور، وقرأت عليها. وإنما ذكرته فى هذا التأليف، لأن الإمام تقى الدين محمد بن رافع السلامى، ذكره فى الجزء المشتمل على الأصول المخرجة من أصول سماع جماعة من أهل مكة، رواية شيخنا جمال الدين الأميوطى، عن أبى المحاسن يوسف ابن محمد الكردى سماعا، بقراءة ابن رافع عنهم. فمقتضى ذلك، أن يكون الشيخ عفيف الدين المذكور ابن مزروع المذكور مكيا، باعتبار سكناه مكة.
وذكره ابن رافع أيضا فى ذيله على تاريخ بغداد. وذكر أنه توفى فى الثالث والعشرين من صفر سنة تسع وتسعين وستمائة بالمدينة ودفن بالبقيع.
ومن الفوائد المنقولة عنه: أن ثورا المذكور فى حد حرم المدينة النبوية، جبل صغير حذاء أحد. ونقل ذلك عن طوائف من العرب العارفين بتلك الأماكن. نقل ذلك عنه الجمال المطرى فى تاريخ المدينة، وقد أنكر بعض الناس أن يكون ثور بالمدينة، فلا وجه لإنكاره وللعفيف عبد السلام بن مزروع شعر، رأيت منه أبياتا فى وريقات، وكانت فى ملكى، ثم خفى علىّ موضعها من أجزائى.