: إمام المالكية بالحرم الشريف. سمع منه أبو بكر يحيى بن سعدون القرطبى، ومن ترجمة يحيى فى تاريخ القطيعى، استفدت ذلك.
٢١٩٧ ـ عمر بن محمد بن مسعود بن إبراهيم النشاوري اليمنى المعروف بالعرابىّ:
نزيل مكة. كان ذا خط جيد من الصلاح والخير، وللناس فيه اعتقاد، وكان مقصودا بالزيارة والفتوح من أماكن بعيدة، وكان الشريف حسن بن عجلان صاحب مكة، يعتقده ويزوره كثيرا، ويرجع إليه فى بعض ما يقول، واتفق فى سنة ست وعشرين وثمانمائة، أنه خالف صاحب هذه الترجمة فيما ذكره له، فتأثر لذلك خاطر الشيخ عمر، وأفهم أنه يتغير حال الشريف حسن فى ولايته، فبلغ ذلك الشريف حسنا، فأتاه مستعطفا له، وسائلا له فى أن لا يتغير عليه حاله، فقال له: فات الأمر، فقدّر أن الشريف تخوف من الأمراء الذين قدموا للحج فى السنة المذكورة، ولم يجتمع بهم، ومضوا لمصر وبعضهم عليه متغير، وحصل فى خاطر السلطان بمصر ما قوّى حنقه على الشريف حسن، فعزله عن إمرة مكة، بالسيد نور الدين على بن عنان، وجهز معه عسكرا من الترك، فتسلموا مكة فى جمادى الأولى من سنة سبع وعشرين وثمانمائة، بعد أن بان عنها الشريف حسن قبل الموسم من السنة الماضية، وبعد أن بان عنها نوابه، لّما سمعوا باقتراب العسكر من مكة، وقد جاور الشيخ عمر العرابى، بمكة سنين كثيرة، لعلّها تقارب العشرين ومضى منها للمدينة النبوية زائرا غير مرة، آخرها فى سنة ست وعشرين، وسافر فى سنة تسع عشرة وثمانمائة إلى اليمن، وعاد فيها إلى مكة، وأخذ باليمن عن جماعة من الصالحين، منهم الشيخ أحمد الحرضى المقيم بأبيات حسين ونواحيها، كان من جلة أصحابه، ذا حظ من العبادة، منوّر الوجه، حسن الأخلاق والمعاشرة، ابتنى منزلا على المروة قبيل موته بسنين، وبه مات، فى آخر اليوم السابع والعشرين من رمضان، يوم الأربعاء قبيل الغروب، سنة سبع وعشرين وثمانمائة، ودفن بكرة يوم الخميس بالمعلاة، بعد الصلاة عليه، خلف مقام به إبراهيم عليه السلام، وخرجوا من باب الجنائز بوصية منه، وكثر الازدحام على نعشه، رحمه الله تعالى.