سمع منه: أبو العلاء الفرضى، والمزى، والبرزالى. وذكره فى معجمه وأثنى عليه. فقال: كان من أهل القرآن وكثير التلاوة، يتلوه فى غالب أيامه كل يوم ختمة، متعبدا حسن السمت، مليح الشيبة، ذا وقار وسكون.
جاور بمكة زمانا وحج مرات. وقال: قرأت داخل الكعبة ألف وثلاثمائة وأربعا وخمسين ختمة. انتهى.
وذكره الذهبى فى معجمه، وقال: كان حفظه للحكايات والملح، إلا أنه لا يوثق بنقله وسماعاته فصحيحة. انتهى باختصار.
وتوفى فى العشر الأخير من ذى الحجة سنة خمس وسبعمائة بمكة برباط رامشت. ومولده بحران سنة ثمان عشرة وستمائة. ولشيخنا محمد بن أحمد بن عبد الله المعروف بابن عوض البيطار الصالحى منه إجازة.
[١١ ـ محمد بن أحمد بن أبى بكر الخراسانى، أبو بكر، الصوفى، النجار]
نزيل بغداد، وسمع بمكة شيئا فى سنة أربع وخمسمائة:
وروى عنه: أبو سعد السمعانى، وقال: كان رفيقى فى سفره إلى الشام، وخرجنا صحبته إلى زيارة القدس، وما افترقنا إلى أن رجعنا إلى العراق. وكان نعم الرفيق، شيخ، صالح، قيم بكتاب الله، دائم البكاء، كثير الحزن، جاور بمكة مدة.
توفى فى ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة. وله ثمانون سنة، انتهى.
[١٢ ـ محمد بن أحمد بن جار الله بن زائد السنبسى المكى، يلقب بالجمال ابن الشهاب]
ولد ـ فيما بلغنى ـ سنة ثمانين وسبعمائة، وعنى بحفظ القرآن الكريم، وتعلم الكتابة حتى انصلح خطه، وصار يكتب به الوثائق لنفسه وغيره.
وعنى بالتجارة فحصل نقدا طائلا فيما قيل، وعقارا، وناله تعب فى بعض الأحايين ـ لغناه ـ من الدولة.
ولما مرض مرضه الذى مات به: لقى فيه ألما عظيما لحرارة عظيمة اعترته فى جوفه. وأقام لذلك أياما وليالى منغمسا فى الماء، جالسا فى قدر من نحاس يسع جزورا فيما