فى ذكر شيء من أخبار المقام، مقام الخليل عليه السلام (١)
هذا المقام: هو الحجر الذى وقف عليه الخليل لما بنى الكعبة.
وقيل: لما أذن بالحج.
وقيل: لما غسلت زوجة ابنه إسماعيل رأسه.
وقال القاضى عز الدين بن جماعة ـ فيما أخبرنى به عنه خالى ـ: مقدار ارتفاعه من الأرض نصف ذراع وربع ذراع.
قال: وأعلى المقام مربع من كل جهة نصف ذراع وربع ذراع. وموضع عرض القدمين: ملبس بفضة، وعمقه من فوق الفضة سبع قراريط. انتهى.
والذراع المشار إليه ذراع الحديد.
وأول ما حلى المقام: فى خلافة المهدى، فى سنة إحدى وستين ومائة، ثم فى خلافة المتوكل فى مصدر الحاج سنة ست وثلاثين ومائتين.
وفى خلافة المهدى سنة ست وخمسين ومائتين، وكان قد توهن فى هذه السنة كثيرا. فأحكم الطاقة فى المقام الآن فى قبة من حديد ثابت فيها، والقبة ثابتة فى الأرض، وهى قائمة على أربعة شبابيك من حديد، وفوق الشبابيك قبة من خشب مبنى فوقها، ويتصل بهذه القبة ساباط يصلى فيه الإمام الشافعى. وظاهره ـ كظاهر القبة ـ مبنى بحجارة منورة، وباطنه وباطن القبة ـ فيما يبدو للناس ـ من خزف بالذهب.
وأحدث عهد صنع فيه ذلك سنة عشر وثمانمائة.
وموضع المقام اليوم: هو موضعه فى الجاهلية، وفى عهد النبى صلى الله عليه وسلم وأبى بكر وعمر رضى الله عنهما، إلا أن السيل ذهب به فى خلافة عمر رضى الله عنه. فجعل فى وجه الكعبة، حتى قدم عمر رضى الله عنه، فرده بمحضر الناس. ذكر ذلك الأزرقى عن ابن أبى مليكة، وذكر عن عمرو بن دينار عن ابن عيينة ما يوافقه.