حال ما سنه سبعون؟ . وذكر أنه توفى بالمدينة سنة أربع وسبعين وستمائة، وترجمه: بالإمام المدرس المفتى بمكة ـ شرفها الله تعالى ـ الفرضى النحوى اللغوى الأصولى.
وذكر لى شيخنا القاضى جمال الدين بن ظهيرة: أن عنده كتابا حسنا فى الفقه، يسمى:«المقتضب» لابن خشيش هذا، قرأه عليه الرضى بن خليل العسقلانى.
ومن مؤلفاته: نظمه للتنبيه للشيخ أبى إسحاق الشيرازى، وشرحه لذلك فى أربعة مجلدات، وقفا برباط ربيع بمكة المشرفة، وأسند فيه أحاديث كثيرة الاستدلال بها عن جماعة.
[٣٥٣ ـ محمد بن عيسى بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الحميد بن عبد الله بن أبى عمر بن حفص بن المغيرة المخزومى]
أمير مكة، هكذا نسبه صاحب الجمهرة. وذكر أنه ولى مكة للمعتمد، بعد عزل ابن عمه أبى عيسى محمد بن يحيى المخزومى، فقتل أبو المغيرة أبا عيسى، ودخل مكة ورأسه بين يديه. انتهى.
والمعتمد: هو المعتمد على الله أحمد بن جعفر المتوكل العباسى. ولى الخلافة بعد ابن عمه المهتدى، أبى إسحاق محمد بن الواثق بن المعتصم، لأربع عشرة ليلة بقيت من رجب، سنة ست وخمسين ومائتين، حتى مات سنة تسع وسبعين ومائتين، فهذه أيامه. ولم يبين ابن حزم السنة التى ولى أبو المغيرة فيها مكة. وما عرفت أنا ذلك، والذى عرفته من تاريخ ولايته على مكة، سنة ثلاث وستين ومائتين؛ لأن الفاكهى قال فى الترجمة، التى ترجم عليها بقوله، تجريد الكعبة: فكانت الكسوة على الكعبة على ما وصفنا، حتى كانت سنة ثلاث وستين ومائتين، فورد كتاب من أحمد الموفق بالله، على محمد بن عيسى، وهو يومئذ على مكة، يأمره بتجريد الكعبة.
فقرأ الكتاب فى دار الإمارة، لتسع ليال بقين من ذى الحجة، ثم أمر بإحضار التجار والعامة، حتى سمعوا ذلك، يأمره بتجريد الكعبة، وأن يقسم كسوتها التى تطرح عليها، على ثلاثة أثلاث، ثلث للقرشيين، لقرابتهم من النبى صلى الله عليه وسلم، وثلث للحجبة، وثلث على أهل الحلة من أهل مكة. فأمر العامل بتجريدها، فجردت يوم الخميس، لثمان ليال بقين من ذى الحجة.
٣٥٣ ـ انظر ترجمته فى: (جمهرة أنساب العرب ٤٩، الكامل لابن الأثير، تاريخ الطبرى حوادث سنة خمس وستين ومائتين وما بعدها).