من مروياته، بل ذلك أولى بالذكر لما فيه من العلو. والله أعلم.
[١٦٢٥ ـ عبد الله بن محمد بن أبى بكر بن إبراهيم مجد الدين، أبو الطبرى المكى الشافعى]
إمام المساجد الثلاثة، سمع بمكة على أبى الحسن علىّ بن المقير: سنن أبى داود، ومن شعيب الزعفرانى، وابن الجميزى، وابن منجال، وجماعة. ورحل وسمع بالقاهرة، من أبى القاسم عبد الرحمن بن الحاسب: جزء الذهلى، ورويناه من طريقه، ومن الشيخ عز الدين ابن عبد السلام، والحافظ بن رشيد الدين العطار وغيرهم. وسمع بدمشق من: مكى بن علان، وابن مسلمة، وجماعة.
وخرج لنفسه: جزءا عن جماعة من شيوخه، سمع منه الوجيه الشيبى بالمدينة، فى محرم سنة ست وستين وستمائة. وسمع منه جماعة من الأعيان، منهم: البرزالى، وذكره فى معجمه.
ومنه كتبت بعض هذه الترجمة، وقال: كان من أعيان الشيوخ جلالة وفضلا ونبلا.
ووجدت بخط بعض أشياخه، لما قرأ عليه شيئا من الحديث فى سنة ستين وستمائة، ألقابا كثيرة، كتبها له، منها: المفتى بالحرم الشريف. فسألته عن ذلك، فذكر أنه كتب على الفتوى قبل ذلك بسنين، ورزقه الله الإمامة بالمساجد الثلاثة، فأم بمكة، ثم بالحرم النبوى، ثم بقبة الصخرة من بيت المقدس، وبه توفى يوم الأربعاء الثامن عشر من شوال سنة إحدى وتسعين وستمائة، وصلى عليه من الغد بالمسجد الأقصى، ودفن بمقبرة ماملا.
وذكر أن مولده فى التاسع من شهر رمضان سنة تسع وعشرين وستمائة بمكة. انتهى.
وذكره الذهبى فى تاريخ الإسلام، وقال: وعنى بالحديث، وكتب الأجزاء، وبرع فى الفقه، ودرس، وأفتى، وكان حسن السمت، كثير التلاوة والتعبد. انتهى.
وذكره ابن رشيد فى رحلته، وقال: هذا الرجل، له فضل، وطيب نفس، وحسن خلق، ولقاء جميل، وبيت فى العلم أصيل، وله معرفة بتخريج الأحاديث. وقد خرج لنفسه جملة أجزاء، وألفيت بخط أصحابنا، فيما نقله من ديوان الإمام أبى الحسن على بن المظفر الوادعى ما نصه: وقال: وكتب بها إلى الشيخ بهاء الدين الطبرى إمام أهل الروضة النبوية، لما نقل إلى الإمامة بالمسجد على كره منه [من الكامل]: