وقال عباس الدورى عن يحيى بن معين: لم يسمع جعدة بن هبيرة من النبىصلى الله عليه وسلم شيئا.
وقال المزى فى التهذيب: له صحبة. انتهى. وهذا يخالف قول ابن معين. والله أعلم.
وقال المزى أيضا: وقال ابن عبد البر أيضا، يقال: إن الذى أجارته أم هانئ يوم الفتح: فلان ابن هبيرة انتهى.
وهذا لم أره فى الاستيعاب فى ترجمة جعدة ولا غيره. وفيه بعد بيناه فى كتابنا: شفاء الغرام فى الباب السادس والثلاثين فى أخبار فتح مكة.
وذكر فيه ابن مندة، وأبو نعيم ما يستغرب؛ لأنهما قالا: جعدة بن هبيرة بن وهب ابن بنت أم هانئ. هكذا نقل عنهما ابن الأثير. ولم يتعقبه. ولعل ذلك لوضوحه، فإنه ابن أم هانئ لا ابن بنتها. وقال فى ترجمته: وقد اختلف فى صحبته. انتهى.
* * *
[من اسمه جعفر]
[٨٨٤ ـ جعفر بن أحمد بن طلحة بن جعفر بن محمد بن هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس، الخليفة المقتدر بن المعتضد بن أبى أحمد الموفق، بن المتوكل بن المعتصم بن الرشيد بن المهدى بن المنصور العباسى]
بويع بالخلافة عند موت أخيه المكتفى، وعمره ثلاث عشرة سنة وأربعون يوما، ولم يل أمر الأمة صبى قبله.
فلما استهلت سنة ست وثلاثمائة، استصغره أهل دولته، وتكلموا فى خلافته. فاتفق جماعة من الأعيان على عزله، وكلموا عبد الله بن المعتز، فى أن يلى الخلافة، فأجاب بشروط، منها: لا يتم قتال.
فلما كان فى ربيع الأول منها، ركب ابن المعتز فى موكب الخلافة. فقتل وزير المقتدر وغيره من خواصه وقصد قتله، وهو يلعب بالصوالجة، فأغلقت الأبواب دونه،
٨٨٤ ـ انظر ترجمته فى: (مروج الذهب ٢/ ٥٠١، تاريخ بغداد ٧/ ٢١٣ ـ ٢١٩، المنتظم ٦/ ٢٤٣، ٢٤٤، الكامل ٨/ ٨ وما بعدها، النبراس ٩٥ ـ ١٨٣، العبر ٢/ ١٨١ ـ ١٨٢، البداية والنهاية ١١/ ١٦٩ ـ ١٧٠، النجوم الزهراة ٣/ ٢٣٣، ٢٣٤، تاريخ الخلفاء ٢٧٨، ٢٨٦، شذرات الذهب ٢/ ٢٨٤ ـ ٢٨٥، سير أعلام النبلاء ١٥/ ٤٣).