للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن سعيد، لم يكن عمرو بن سعيد بمكة، وإذا تقرّر ذلك، فلا مانع من أن يكون أبو شريح، قال ذلك لعمرو بن سعيد بالمدينة، حين رآه يبعث البعوث إلى مكة، ثم قال ذلك لعمرو بن الزبير حين أتى مكة، والله أعلم.

وإذا احتمل أن يكون أبو شريح قال ذلك لعمرو بن سعيد، ولعمرو بن الزبير، لم يكن ما فى السيرة تهذيب ابن هشام وهما، والله أعلم، وبتقدير تسليم أن يكون ما فى هذه السيرة وهما، لمخالفتهما ما فى الصحيحين، فهو بالنسبة إلى كون أبى شريح، قال ذلك لعمرو بن الزبير، لا بالنسبة أن الذى قدم إلى مكة لحرب ابن الزبير، عمرو بن سعيد الأشدق، كما يقتضيه كلام السهيلى، لعدم استقامة ذلك كما سبق، والله أعلم.

[٢٢٢٢ ـ عمرو بن سالم بن حصين بن سالم بن كلثوم الخزاعى الحجازى]

روى عنه المكيون حديث: خرج مستنفرا من مكة إلى المدينة، حتى أدرك النبىّصلى الله عليه وسلم، فأنشا يقول [من الرجز] (١):

يا ربّ إنى ناشد محمدا ... حلف أبينا وأبيه الأتلدا

قد كنتم ولدا وكنّا والدا ... ثّمت أسلمنا فلم ننزع يدا

فانصر هداك الله نصرا أعتدا ... وادع عباد الله يأتوا مددا

فيهم رسول الله قد تجرّدا ... أبيض مثل البدر يسمو صعدا

إن سيم خسفا وجهه تربّدا ... فى فيلق كالبحر يجرى مزبدا

إنّ قريشا أخلفوك الموعدا ... ونقضوا ميثاقك المؤكدا


٢٢٢٢ ـ انظر ترجمته فى: (الإصابة ترجمة ٦٨٥٨، التجريد ١١٢، الطبقات ٤/ ٣١، أسد الغابة ترجمة ٣٩٢٩، الاستيعاب ترجمة ١٩٣٨).
(١) وردت الأبيات فى الاستيعاب ترجمة ١٩٣٨ هكذا:
يا رب إنى ناشد محمدا ... حلف أبيه وأبينا الأتلدا
إن قريشا أخلفتك الموعدا ... ونقضوا ميثاقك المؤكدا
وزعموا أن لست تدعو أحدا ... وهم أذل وأقل عددا
قد جعلوا لى بكداء رصدا ... فادع عباد الله يأتوا مددا
فيهم رسول الله قد تجردا ... أبيض مثل البدر ينمو صعدا
إن سيم خسفا وجهه تربدا ... فى فيلق كالبحر يجرى مزبدا
قد قتلونا بالصعيد هجد ... نتلو القرآن ركعا وسجدا
ووالدا كنا وكنت الولدا ... ثمت أسلمنا ولم ننزع يدا
فانصر رسول الله نصرا أبدا

<<  <  ج: ص:  >  >>