كان الذى هاج حرب الفجار: أن عروة الرحال بن عتبة بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصة بن معاوية بن بكر بن هوازن، أجاز لطيمة للنعمان بن المنذر، فقال له ـ البراص بن قيس أحد بنى حمزة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة ـ: أتجيزها على كنانة؟ قال: نعم. وعلى الخلق. فخرج عروة الرحال، وخرج البراض يطلب عزنة، حتى إذا كان يتيمن ذى ظلال بالعالية، قابله عروة فوثب عليه البراض فقتله فى الشهر الحرام، فلذلك سمى: الفجار، فأتى آت قريشا، فقال: إن البراض قد قتل عروة وهم فى الشهر الحرام بعكاظ، فارتحلوا وهوازن لا تشعر، ثم بلغهم الخبر فاتبعوهم فأدركوهم قبل أن يدخلوا الحرم فاقتتلوا حتى جاء الليل، ودخلوا الحرم فأمسكت عنهم هوازن، ثم التقوا بعد هذا اليوم أياما، وهذا الذى ذكرناه من خبر الفجار فى سيرة ابن إسحاق، تهذيب ابن هشام.
وذكر ابن هشام: أن حرب الفجار هاجت لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عشرين سنة، أو خمس عشرة سنة.
وذكر ابن إسحاق: أنها هاجت ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عشرين سنة. وشهد النبى صلى الله عليه وسلم بعض أيام الفجار. وهى على ـ ما ذكر الفاكهى ـ خمسة أيام فى أربع سنين، وبينها الفاكهى، وذكرنا كلامه فى أصله.
وقال مغلطاى فى سيرته: وأيام الفجار أربعة. قاله السهيلى. والصواب: أنها ستة.
وأما الأحابيش: فهم بنو الحارث بن عبد مناة بن كنانة، والحيا والمصطلق من خزاعة، والقارة بنو الهون بن خزيمة. وكانوا خلفاء لقريش. وكانت قريش والأحابيش ندا. وقد أوضحنا من خبرهم أكثر من هذا فى أصله.