وذكر شيخنا ابن خلدون فى تاريخه: أن جماز بن حسن هذا، سار إلى الناصر يوسف ابن العزيز محمد بن الظاهر غازى بن الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب، صاحب الشام وحلب، يستعين به على أبى سعد، يعنى على بن قتادة، وأطمعه بقطع خطبة صاحب اليمن. فجهز له عسكرا، وسار به إلى مكة، فلما وصل إليها نقض عهد الناصر، واستمر يخطب لصاحب اليمن.
فلما كان فى سنة ثلاث وخمسين، أخرجه منها راجح بن قتادة، فلحق ينبع. انتهى.
هكذا وجدت هذه الحكاية، وهى على ظاهرها لا تستقيم؛ لأنها تقتضى أن جماز بن حسن هذا ولى مكة فى حياة ابن عمه أبى سعد بن على بن قتادة، والمعروف أنه إنما وليها بعد قتل أبى سعد، ولا يمكن أن تستقيم هذه الحكاية، إلا أن يكون جماز بن حسن هذا، استعان بالملك الناصر المشار إليه، على أبى نمى بن أبى سعد، ويكون ذكر أبى نمى، سقط سهوا من النسخة التى رأيتها من تاريخ ابن خلدون.
وفى هذا التأويل بعد، على أنى لم أر ما يؤيد هذه الحكاية التى تأولنا لصحتها. والله أعلم بحقيقة ذلك كله.
وجماز بن حسن هذا، جد الأشراف ولاة ينبع فى عصرنا.
[٩٠٩ ـ جماز بن شيحة بن هاشم بن قاسم بن مهنا بن حسين بن مهنا بن داود ابن قاسم بن عبد الله بن طاهر بن يحيى بن حسين بن جعفر بن الحسين الأصغر بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب الحسينى، عز الدين أبو سند]
أمير المدينة النبوية، هكذا وجدته منسوبا فى نسخة سقيمة من كتاب:«نصيحة المشاور» لقاضى المدينة الشريفة، بدر الدين عبد الله بن محمد بن فرحون اليعمرى المدنى المالكى، وقال: كان شجاعا مهيبا سايسا حازما ذا رأى وهمة عالية، رقت همته إلى أن قصد صاحب مكة، وهو الأمير نجم الدين أبو نمى محمد بن صاحب مكة أبى سعد حسن ابن على بن قتادة الحسنى، وحاصره وانتزع منه مكة، واستولى عليها، وحكم فيها.
وأقام فيها مدة يسيرة، ثم عادت إلى أبى نمى، وذلك فى سنة سبع وثمانين وستمائة. انتهى.
وقد ذكرنا فى ترجمة أبى نمى شيئا من حاله مع جماز بن شيحة هذا، فأغنى عن إعادته.