تناظر، ولا يعقدون لواء الحرب، ولا يبرمون إلا فيها، يفتحها لهم بعض ولد قصى، فإذا بلغت الجارية منهم أدخلت دار الندوة فجاب عليها فيها درعها عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصى، ثم انصرفت إلى أهلها فحجبوها أو بعض ولده، وكانت بيده من بين ولد عبد الدار، وإنما كانت قريش تفعل هذا فى دار قصى تيمنا بأمره، وتبركا به، وكان عندهم كالدين المتبع، وكان قصى الذى جمع قريشا وأسكنهم مكة وخط لهم الرباع.
ولم يكن يدخل دار الندوة من غير بنى قصى إلا ابن أربعين سنة ويدخلها بنو قصى جميعا وحلفاؤهم كبيرهم وصغيرهم، فلم تزل تلك بأيدى ولد عامر بن هاشم حتى باعها ابن الرهين العبدرى ـ وهو من ولده ـ من معاوية بماية ألف درهم، وقد دخل أكثر دار الندرة فى المسجد الحرام، وقد بقيت منها بقية هى قايمة إلى اليوم على حالها.
وقال أبو محمد الخزاعى: قد جعلت مسجدا وصل بالمسجد الكبير فى خلافة المعتضد بالله، وقد كتبت قصتها فى موضعه، ولهم دار شيبة بن عثمان وهى إلى جنب دار الندوة وفيها خزانة الكعبة وهى دار أبى طلحة عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار، ولها باب فى المسجد الحرام؛ ولهم ربع فى جبل شيبة ما وراء دار عبد الله بن مالك بن الهيثم الخزاعى إلى دار الأزرق بن عمرو بن الحارث الغسانى إلى ما سال من قرارة جبل شيبة إلى دار درهم، وربع بنى المرتفع فذلك كله لبنى شيبة بن عثمان، وزعم بعض الناس أن دار عبد الله بن مالك كانت لهم يقال: كانت لسعد بن أبى طلحة، ثم صارت لمعاوية، ولهم ربع بنى المرتفع فى السويقة إلى دار ابن الزبير، الدنيا بقعيقعان يقال: إن ذلك الربع كان لآل النباش بن زرارة التميمى، وقال بعض أهل العلم: كان ذلك الربع لأبى الحجاج بن علاط السلمى، وكان عنده امرأة منهم يقال لها: فاطمة ابنة الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد الدار فخرج مهاجرا فأخذوا ربعه، وزعم بعض المكيين أنه كانت لهم الدار التى عند الخياطين التى يقال لها: دار عمرو بن عثمان كانت لآل السباق بن عبد الدار، وزعم غير هؤلاء أنها كانت لأبى أمية بن المغيرة المخزومى.
* * *
[رباع حلفاء بن عبد الدار بن قصى]
قال أبو الوليد: رباع آل نافع بن عبد الحارث الخزاعيين، الربع المتصل بدار شيبة بن عثمان ودار الندوة إلى السويقة إلى دار حمزة التى بالسويقة، إلى ما دون السويقة،