بذلك قهر نفسه، وكسر جاهه وحشمته عند العامة، وكان يطوى الأيام والليالى.
ومن جملة ما جرى لى معه: أنى مرضت بالحمى، وأنا صغير السن، فجاءنى بدرهم، وقال لى: اشتر به ثلاثة أيام عسلا، فاشترى لى ذلك وشربته واسترحت، وحملنى مرارا من باب دار العجلة، إلى حاشية الطواف على ظهره عند هيجان حاله، ثم يعيدنى إلى الموضع الذى أخذنى منه. وله كرامات كثيرة نفعنا الله به، وهو من أصحاب سيدى الشيخ العارف أبى محمد صالح الدكالى، وأبو محمد من أصحاب الشيخ العارف عبد الرزاق، وعبد الرزاق من أصحاب شيخ المشايخ أبى مدين. انتهى.
وأخبرنى شيخنا القدوة عبد الرحمن بن أبى الخير الفاسى: أنه وجد بخط جده الشريف أبى عبد الله الفاسى حكاية معناها: أن شخصا رئى بعد موته، فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لى بحضور فلان الخياط فى جنازتى بطاقية الشيخ أبى لكوط، وهذه منقبة عظيمة.
توفى الشيخ أبو لكوط، يوم الجمعة ثانى صفر سنة تسع وعشرين وستمائة بمكة، ودفن بالمعلاة، وقبره بها معروف.
ومن حجر قبره نقلت وفاته ونسبه، وكذا وجدت وفاته بخط جدى الشريف أبى عبد الله الفاسى، إلا أنه لم يذكر شهر وفاته.
وقال جدى فى تعاليقه: أخبرنى أبو محمد عبد الله بن عبد الحق السوسى رحمه الله: أن أبا لكوط الدكالى، كان يصنع الطعام لإخوانه ويقدمه لهم، فإذا أكلوا يقول لهم: قولوا: لا جزاك الله خيرا يا أبا لكوط.
قال جدى: ومعنى حكاية أبى لكوط، أن النفوس تظهر عند إدخال المسار على الأمثال، وتستشرف إلى الثناء والمدح، فإذا خاف من هذه الوليجة، داوى هذا المرض بأن يقول: لا جزاك الله خيرا، حتى ينسلخ هو من صفة الإحسان، ويضيفه إلى المحسن الحق، وهو الله تعالى، والسالك يداوى مرض قلبه، حتى يصح، لعلمه أنه لا يملك شيئا ولا يستحقه. انتهى.
[١٥٧٠ ـ عبد الله بن عبد العزيز الكردى، أبو محمد، المعروف بالصامت]
نزيل مكة، سمع بالمدينة من أبى يوسف الكحال: الأربعين الطائية. وحدث بها عن مؤلفها، وهذا غلط، فإن أبا يوسف، إنما سمعها من يونس بن يحيى الهاشمى عن الطائى