على المأمون. فقال: يا أمير المؤمنين، مم يضحك هذا؟ لم يصطف الله يوسف لجماله، وإنما اصطفاه لدينه وبيانه، وقد قص ذلك فى كتابه بقوله تعالى:(فَلَمَّا كَلَّمَهُ قالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنا مَكِينٌ أَمِينٌ)[يوسف: ٥٤] ولم يقل: فلما رأى جماله. فبيانى يا أمير المؤمنين أحسن من وجه هذا. فضحك المأمون وأعجبه قوله.
وقال للمعتصم: إن وجهى لا يكلمك، وإنما يكلمك لسانى وقد رأيت صاحب الترجمة، ذكر ذلك فى كتابه «الحيدة» وهى عظيمة فى معناها، لمن رآها، جزاه الله خيرا فى أداها.
[١٨٣٨ ـ عبد العزيز الكرمانى]
كان من الصالحين المجاورين بمكة، وبها توفى ودفن بالمعلاة. وبلغنا عنه حكاية بعد موته، تدل على عظم قدره، فى أنه لما مات، لقنه بعض المكيين، فسمع الشيخ نجم الدين الأصفهانى ـ المقدم ذكره ـ الشيخ عبد العزيز هذا، وهو يقول فى قبره عند تلقينه: ألا تعجبون من ميت يلقن حيا.
وما عرفت متى مات، إلا أن الرجل الذى لقن هذا الميت، توفى سنة أربع وسبعمائة.
[١٨٣٩ ـ عبد العظيم بن أبى الحسن بن أحمد بن إسماعيل المصرى الحصنى، أبو محمد الإسكاف]
شيخ فاضل، له نظم، توفى فى الثانى والعشرين من ذى الحجة، سنة خمس وستمائة بمكة.
[١٨٤٠ ـ عبد الغفار بن عبد الكريم بن عبد الرحمن النهاوندى، القاضى أبو محمد]
ترجم فى حجر قبره: بالشيخ المرحوم الصالح الزاهد العابد، زين الحاج، والحرمين، أبى اليتامى والمساكين، كهف الفقراء والمنقطعين.
وفيه: أنه توفى يوم الثلاثاء التاسع عشر من جمادى الأولى سنة أربع [ .... ](١) وستمائة، وقبره عند قبر الشولى.