للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالعلم ونباهة. وكان يؤذن بالحرم النبوى كأبيه وجده بمأذنة الرئاسة، ودخل ديار مصر والشام واليمن.

وتوفى بمكة فى آخر ذى الحجة سنة ست وثمانمائة. ودفن بالمعلاة.

[٢٦١ ـ محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن خليف بن عيسى بن عساس ابن بدر بن يوسف بن على بن عثمان الأنصارى الخزرجى، يكنى أبا حامد، ويعرف بابن المطرى المدنى، يلقب بالرضى بن التقى بن الجمال، قاضى المدينة بالنبوية وخطيبها وإمامها. وهو أخو السابق]

ولد بها سنة تسع وأربعين وسبعمائة، وأجاز له فيها يوسف بن محمد الدلاصى، راوى الشفاء، وأبو الفتح الميدومى، وابن اللبان، وأجاز له فيها بعد ذلك من دمشق مسندها: محمد بن إسماعيل بن الخباز، وآخرون من شيوخ شيخنا الحافظ زين الدين العراقى باستدعائه على ما بلغنى.

وسمع بالمدينة: صحيح البخارى، من عمه العفيف المطرى، وسمع من القاضى عز الدين بن جماعة الموطأ، رواية يحيى بن يحيى، عن الجلال بن عبد السلام الإسكندرى سماعا بسنده، وعن ابن الزبير إجازة عن الطوسى، عن ابن خليل القيسى، عن ابن الطلاع بسنده، والجزء المعروف بجزء البيتوتة، وجزءا كبيرا من حديثه، خرجه لنفسه، وغير ذلك كثيرا. وسمع من غيرهما وحدث.

سمعت منه بمكة، وبالريمة (١) من وادى نخلة اليمانية، وبالطائف. وكان له بالعلم عناية، ولد معرفة حسنة بالفقه والعربية وغير ذلك. وله نظم وخط جيد، وإقبال على أهل الخير، وعناية بالعبادة.

درس وأفتى، وأذن بالحرم النبوى بمأذنة الرئاسة، ثم ولى قضاء المدينة وخطابتها وإمامتها، على عادة من تقدمه من قضاة المدينة، فى أول سنة إحدى عشرة وثمانمائة.

ولم يزل على ذلك، حتى توفى فى ليلة الخميس سادس عشر ذى الحجة سنة إحدى عشرة وثمانمائة بمكة، ودفن بالمعلاة.


٢٦١ ـ انظر ترجمته فى: (التحفة اللطيفة ٢/ ٥١٢).
(١) ريمة: بكسر أوّله، بوزن ديمة: واد لبنى شيبة قرب المدينة بأعلاه نخل لهم. وريمة أيضا: ناحية باليمن. انظر معجم البلدان (ريمة).

<<  <  ج: ص:  >  >>