فى ذكر من ولى الإجازة بالناس من عرفة ومزدلفة، ومنى، من العرب فى ولاية خزاعة وقريش على مكة (١).
قال ابن إسحاق: وكان العون بن مدين أو ابن طابخة بن إلياس بن مضر يلى الإجازة للناس بالحج من عرفة، وولده من بعده. وكان يقال له ولوالده صوفه، ثم قال ابن إسحاق: فإذا فرغوا من رمى الجمار فأرادوا النفر من منى أخذت صوفة بجانبى العقبة، فحبسوا الناس، وقالوا: أجيزى بنى صوفة، فلم يجز أحد من الناس حتى يمروا، فإذا نفذت صوفة ومضت خلى سبيل الناس، فانطلقوا بعدهم.
فكانوا كذلك حتى انقرضوا، فورثهم ذلك من بعدهم بالقعدة: بنو سعد بن زيد مناة ابن تميم، وكانت من بنى سعد فى الصفوان بن الحارث بن شحنة.
قال ابن هشام: صفوان بن خباب بن شحنة بن عطارد بن عوف بن كعب بن سعد ابن زيد مناة بن تميم.
قال ابن إسحاق: فكان صفوان هو الذى يجيز الناس بالحج من عرفة ثم بنوه من بعده حتى كان آخرهم الذى قام عليه الإسلام: كرز بن صفوان.
وذكر ابن هشام: أن الإفاضة من المزدلفة: كانت فى عدوان فيما حدثنى زياد بن عبد الله عن محمد بن إسحاق: يتوارثون ذلك كابرا عن كابر، حتى كان آخرهم الذى قام عليه الإسلام أبو سيارة عميلة بن الأعزل. انتهى باختصار.
وذكر الفاكهى خبرا يقتضى: أن أبا سيارة من بنى عبد بن معيص بن عامر بن لؤى، وقيس أخواله.
وذكر أيضا ما يقتضى: أن الإجازة صارت من صوفة إلى عدوان، وهذا مع ما قبله يخالفان ما سبق، والله أعلم.
وفى أصله فوائد تتعلق بهذه الأخبار.
منها: أن الناس إذا نفروا من منى فأجازوا إلى الأبطح اجتمعت كندة إلى بنى بكر ابن وائل فأجازوا بهم حتى يبلغوا البيت. ذكر ذلك الفاكهى وهو غريب.