على قاضى القضاة علاء الدين القونوىّ: مختصر ابن الحاجب، وعلى قاضى القضاة جلال الدين القزوينى: التلخيص فى علم المعانى والبيان، وصحبه مدة، واستفاد منه وعظم به، وأخذ العربية عن الإمام شرف الدين محمد بن على الحسنى الشاذلى، وأقرأ القراءات على شمس الدين بن الشوّاء، ثم قرأ أيضا على التقى الصايغ وغيره، وحدث وأفتى ودرّس وأقرأ، وانتفع به جماعة، وجاور بمكة مدة، وتأهّل فيها إلى أن مات بها، فى شهر ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة، ودفن بالمعلاة. ومولده بعد الثمانين وستمائة.
نقلت مولده ووفاته وشيوخه فى العلم، من ذيل طبقات القراء للذهبى، الظاهر أنه من إملاء العفيف المطرى، وقال: أقرأ القراءات، بالحرمين الشريفين وأفاد، وكان ضنينا بعلمه، وخلّف جملة من الكتب والدنيا، ولم يعمل فيها خيرا، وهلكت بعده، [فلم](١) ينتفع به ولا بها، سامحه الله وغفر له.
وهكذا ذكر وفاته شيخنا ابن سكر فيما وجدت بخطه، وذكر أنه توفى فى يوم الثلاثاء الثالث عشر من الشهر المذكور، أعنى شهر ربيع الأول، ودفن فى عصر يومه بالمعلاة، قريبا من الفضيل بن عياض، وذكر شيخنا الحافظ العراقى، أنه توفى فى سنة إحدى وخمسين وسبعمائة بمكة، وهذا وهم، وقال: برع فى النحو والقراءات والحديث والفقه، وكان جامعا لعلوم. وقرأت عليه عشر ختمات، لأبى عمرو وابن كثير ونافع، وعنه أخذت النحو.
وذكر لى شيخنا أبو بكر بن قاسم بن عبد المعطى، أنه قرأ عليه ختمات، لهؤلاء ولابن عامر، وأنه تزوج رقية بنت الإمام شهاب الدين الحنفى، وكان لجدى به خصوصية، وكذلك الضياء الحموى، واستولى الضياء على تركته لأنه أوصى إليه، وقد حدثنا شيخنا الإمام أبو اليمن الطبرى عنه.
[٢١٩٥ ـ عمر بن محمد بن عمر بن الحسن بن عبد الله بن أحمد بن ميمون التوزرى الإمام أبو البركات القسطلانى المكى]
إمام مقام المالكية بالحرم الشريف. سمع بالحرم الشريف من أبى عبد الله بن أبى الفضل المرسى: الجزء الثانى والثالث والرابع من صحيح مسلم، من تجزئة أربعة، وأظنّه سمع الجزء الأول، إلا أنّى لم أجد سماعه له، والسماع بقراءة الفقيه سليمان بن خليل، فى
(١) ما بين المعقوفتين منقول من طبقات القراء، ووضعناه ليستقيم المعنى.