للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عبد، وفى أى صورة ظهر حين عبد، وإن التفريق والكثرة، كالأعضاء فى الصورة المحسوسة.

ثم قال فى قوم هود: إنهم حصلوا فى عين القرب، فزال البعد، فزال به حرّ جهنم فى حقهم، ففازوا بنعيم القرب من جهة الاستحقاق، فما أعطاهم هذا الذوقى اللذيذ من جهة المنة، وإنما استحقته حقائقهم من أعمالهم التى كانوا عليها، وكانوا على صراط مستقيم.

ثم أنكر فيه حكم الوعيد فى حق من حقت عليه كلمة العذاب من سائر العبيد.

فهل يكفر من يصدقه فى ذلك، أو يرضى به منه، أو لا؟ وهل يأثم سامعه إذا كان بالغا عاقلا، ولم ينكره بلسانه أو بقلبه، أم لا؟ .

أفتونا بالوضوح والبيان، كما أخذ الله على العلماء الميثاق بذلك، فقد أضر الإهمال بالجهال.

[ذكر جواب من ذكرنا من الأئمة عن هذا السؤال]

[جواب ابن تيمية]

«الحمد لله رب العالمين. هذه الكلمات المذكورة المنكرة، كل كلمة منها من الكفر الذى لا نزاع فيه بين أهل الملل، من المسلمين واليهود والنصارى، فضلا عن كونه كفرا فى شريعة الإسلام، فإن قول القائل: إن آدم للحق بمنزلة إنسان العين من العين الذى يكون به النظر، يقتضى أن آدم جزء من الحق ـ تعالى وتقدس ـ وبعض، وأنه أفضل أجزائه وأبعاضه، وهذا هو حقيقة مذهب هؤلاء القوم، وهو معروف من أقوالهم، والكلمة الثانية توافق ذلك، وهو قوله: إن الحق المنزه هو الخلق المشبه.

وذكر ابن تيمية كلاما لابن العربى ـ ليس فى السؤال ـ فى هذا المعنى.

قال فيه ابن عربى: فهو عين ما ظهر، وعين ما بطن فى حال ظهوره، وما ثم من يراه غيره، وما ثم من يبطن عنه سواه، فهو ظاهر لنفسه باطن عنه، وهو المسمى أبو سعيد الخراز وغير ذلك من الأسماء المحدثات.

ثم قال ابن تيمية بعد ذكره كلاما آخر لابن عربى فى المعنى: فإن صاحب هذا الكتاب المذكور، الذى هو «فصوص الحكم» وأمثاله، مثل صاحبه الصدر القونوى التلمسانى، وابن سبعين، والششترى، وأتباعهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>