للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مكة، ويرجع معه بعنان بن مغامس، وحسن بن ثقبة، وكانا قاصدين مصر لشكوى أحمد، لكونه لم يجبهما إلى ما رسم لهما به عليه السلطان بمصر، وكان أمير الحاج قد أشار على المذكورين بالرجوع إلى مكة، وضمن لهما عن أحمد، الموافقة على قصدهما إذا رجعا إليه، وضمن لمحمد عن أحمد، إسعافه لما يرومه من أحمد، وأطمعه بالمزية فى الإحسان من أحمد، إذا وصل إليه بالمذكورين.

فرجع الثلاثة إلى أحمد، ولم يتوثق محمد لنفسه ولا لمن معه من أحمد، اغترارا من بنفسه، لظنه أن أحمد لا يسوءه فى نفسه ولا من معه، فلم يصب ظنه؛ لأن أحمد قبض عليه وعلى المذكورين لما اجتمعوا به، وضمّ إليهم أحمد بن ثقبة، وابنه عليا، وقيد الخمسة.

ومن الناس من يقول: إن أحمد ندب محمدا لإحضار عنان وحسن، فلما حضرا إليه قبض عليهما، فأنكر ذلك محمد على أحمد، فضمه إليهما، وسجن الخمسة بالعلقمية عند المروة، فلما مات أحمد، كحلوا ـ غير عنان ـ فإنه كان نجا من السجن قبل موت أحمد بيسير، وكان من أمرهم وأمر محمد، ثم سعى محمد، فى اعتقال عنان بمصر. فأجيب سؤاله.

وكان محمد قدمها فى سنة إحدى وتسعين وسبعمائة، بعد ثورة منطاش (٣) على الناصرى (٤)، ومصير الأمر إليه بعد قبضه على الناصرى وسجنه. وهو الذى أجاب محمدا لسجن عنان.

وكان محمد هذا فى سنة ثمانمائة، دخل إلى اليمن، فأكرمه صاحب اليمن الأشرف وجهز معه محملا إلى مكة فى سنة ثمانمائة، بعد انقطاع محمله نحو عشرين سنة، وتوجه به محمد بعد الحج؛ ليأتى به ثانية إلى مكة، فاقتضى رأى صاحب اليمن عدم إرساله، فتوجه محمد إلى مكة وأقام بها، حتى مات فى الثانى عشر من ربيع الأول سنة اثنتين وثمانمائة، ودفن بالمعلاة.

٣٠٢ ـ محمد بن عرفة بن محمد الأصبهانى المكى، المؤذن على قبة بئر زمزم، عرف بعبود (١):

سمع على أبى المظفر بن علوان: أربعى المحمدين للجيانى، وما علمته حدث. وأجاز


(٣) أحد مماليك السلطان الأشرف شعبان بن حسين انظر ترجمته فى: (الدرر الكامنة ٤/ ٣٦٥).
(٤) هو الأمير يلبغا، سيف الدين الناصرى. انظر ترجمته فى: (الدرر الكامنة ٤/ ٤٤٠).
٣٠٢ ـ (١) على هامش نسخة ابن فهد «سمع من نصر بن على المصرى فى سنة خمس عشرة وستمائة السنن الصغرى للنسائى، وسمعها معه ولده عرفة».

<<  <  ج: ص:  >  >>