توفى سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة بمكة بعد الحج، كما ذكر ابن الأكفانى، ولم يذكر له رواية.
[١٠٠٨ ـ حسن بن قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم الحسنى المكى، يكنى أبا عالى، ويلقب شهاب الدين]
أمير مكة. ولى إمرتها بعد أبيه نحو ثلاث سنين. وقد ذكر ابن الأثير شيئا من خبره؛ لأنه قال فى كامله بعد أن ذكر موت قتادة والد حسن هذا: ولما مات ملك بعده ابنه الحسن، وكان له ابن آخر اسمه راجح، يقيم فى العرب بظاهر مكة يفسد وينازع أخاه فى ملك مكة، فلما سار حجاج العراق، كان الأمير عليهم مملوك من مماليك الخليفة الناصر لدين الله، اسمه آقباش. وكان حسن السيرة مع الحاج، كثير الحماية، فقصده راجح بن قتادة وبذل له وللخليفة مالا ليساعده على ملك مكة، فأجابه إلى ذلك. ووصلوا إلى مكة، ونزلوا بالزّاهر، وتقدم إلى مكة مقاتلا لصاحبها.
وكان قد جمع جموعا كثيرة من العرب وغيرها، فخرج إليه من مكة وقاتله. وتقدم أمير الحاج من بين عسكره منفردا، وصعد جبلا إدلالا بنفسه، وأنه لا يقدم أحد عليه، فأحاط به أصحاب حسن فقتلوه وعلقوا رأسه، فانهزم عسكر أمير الحاج.
وأحاط أصحاب حسن بالحجاج لينهبوهم، فأرسل إليهم حسن عمامته بالأمان، أمانا للحاج. فعاد أصحابه عنهم ولم ينهبوا منهم شيئا. وسكن الناس، وأذن لهم حسن فى دخول مكة، وفعل ما يريدونه من الحج والبيع وغير ذلك، وأقاموا بمكة عشرة أيام، وعادوا فوصلوا إلى العراق سالمين، وعظم الأمر على الخليفة، فوصلته رسل حسن يعتذر ويطلب العفو منه. فأجيب إلى ذلك. انتهى.
وذكر أبو شامة عن آقباش، ما يقتضى خلاف ما ذكره عنه ابن الأثير؛ لأنه قال: فلما وصل آقباش إلى عرفات، جاءه راجح بن قتادة أخو حسن، وسأله أن يولّيه إمارة مكة، وقال: أنا أكبر ولد قتادة، فلم يجبه، وظن حسن أن آقباش قد ولاه فأغلق أبواب مكة.
وقال أبو شامة أيضا بعد ذكره لقتل آقباش: وأراد حسن نهب الحاج العراقى، فمنعه
١٠٠٨ ـ انظر ترجمته فى: (الأعلام ٢/ ٢١١، الكامل ٩/ ٣٤٥، ذيل الروضتين ١٢٣، والنجوم الزاهرة ٦/ ٢١٠).