تردد إلى مكة للحج مرات، منها: فى سنة ست عشرة، وفى سنة عشرين، وفى سنة ست وعشرين.
وسمع بمكة على الرضى الطبرى، وبمصر من الحجار ووزيرة، وهو الذى استقدمها إليها فى سنة خمس عشرة وسبعمائة، وكان يكتب خطا حسنا، وله إلمام بالعلم، وأذن له فى الفتوى والتدريس، وكان محبا لأهل العلم محسنا إليهم، ابتنى بمكة مدرسة للحنفية بدار العجلة ووقف عليها وقفا، هو الآن مضاف لقاضى الحنفية بالقاهرة، وجعل مدرسها يوسف بن الحسن الحنفى المكى. ودرس بها مدة سنين، ثم استولى عليها الأشراف أولاد راجح بن أبى نمى، وهى إلى الآن بأيديهم.
وتوفى أرغون فى شهر ربيع الأول، سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة بحلب. وكان ولى نيابتها بعد رجوعه من الحجاز فى سنة عشرين، عند تغير ابن مولاه عليه. وكانت نيابته عنه للسلطنة بالقاهرة، فى مستهل جمادى الأولى سنة اثنتى عشرة وسبعمائة. وولاه ابن أستاذه الملك الناصر دواداريته فى سلطنته الثانية. وكان حسن الشكالة فصيحا شجاعا كريما. ويقال: إنه فى مدة نيابته للسلطنة بمصر، لم يسفك فيها دما ولا قطع سارقا.
[٧٤٦ ـ أزهر بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب الزهرى]
قال ابن عبد البر: هو عمّ عبد الرحمن بن عوف، وهو أحد الذين نصبوا أعلام الحرم زمان عمر بن الخطاب رضى الله عنه. وقال: وقد روى عن أزهر هذا، أبو الطفيل حديثه: إن النبى صلى الله عليه وسلم، أعطى السقاية العباس يوم الفتح، وأن العباس كان يليها فى الجاهلية دون أبى طالب، قال: وهو والد عبد الرحمن بن أزهر الذى روى عنه ابن شهاب الزهرى.
وقال: قال ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله: لما ولى عمر بن الخطاب رضى الله عنه، بعث أربعة من قريش، فنصبوا أنصاب الحرم: مخرمة بن نوفل، وأزهر بن عبد عوف، وسعيد بن يربوع، وحويطب بن عبد العزى. انتهى.
وذكر الذهبى: أن له ابنين هاجرا إلى الحبشة، ومات بها أحدهما. وهم الذين أسلموا يوم الفتح.
٧٤٦ ـ انظر ترجمته فى: (الاستيعاب ترجمة ١٧، أسد الغابة ترجمة ٧٧، الإصابة ٨٢، تجريد أسماء الصحابة ١/ ١٢، الوافى بالوفيات ٨/ ٣٧١، التاريخ الصغير ١٢٤، جامع الرواة ١/ ٧٨، المعرفة والتاريخ ١/ ٣٥٦، دائرة معارف الأعلمى ٤/ ١٨٩، تنقيح المقال ٦٤٢).