للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الملك المسعود صلاح الدين أبو المظفر يوسف]

ويقال له: «أطسز»، ويقال: «أقسيس»، ابن السلطان الملك الكامل ناصر الدين أبى المظفر محمد بن السلطان الملك العادل سيف الدين أبى بكر محمد بن والد الملوك نجم الدين أبى الشكر أيوب بن شادى بن مروان (١)، الكردى الأيوبى.

ولد فى ربيع الآخر سنة سبع وتسعين وخمسمائة، وولّاه أبوه مملكة اليمن فى أيام جده سنة إحدى عشرة وستمائة، فسار إليها فى ألف فارس ومن الجاندارية والرماة خمسمائة، وقدم مكة، وتوجه منها إلى زبيد وملكها، واستولى على تهامة وتعز وصنعاء وسائر ممالك اليمن.

وحجّ فى سنة تسع عشرة وستمائة، وقاتل أمير مكة الشريف حسن بن قتادة الحسنى (٢)، وهزمه ونهب مكة، فلما كان يوم عرفة منع أعلام الخليفة من التقدم على أعلام أبيه، وأظهر من الجرأة على الله قبائح، منها أنه كان يصعد على زمزم فيرمى حمام الحرم بالبندق، ويستخف بحرمة الكعبة، وأكثر من سفك الدماء، وكان إذا نام فى داره بالمسعى ضربت الجاندارية الطائفين بالمسعى بأطراف السيوف، لئلا يشوّشوا عليه وهو فى النوم من شدة سكره بالخمر.

ثم عاد إلى اليمن، وخرج منها بعد ما استخلف عليها نور الدين عمر بن على بن رسول الكردى (٣) فى سنة اثنتين وعشرين، وقدم القاهرة بهدايا جليلة، ونزل بالقصر، وأقام حرمة وافرة، فخافته الأمراء والأجناد، وخشوا سطوته.

ثم توجه إلى اليمن بعد ما أتاه التشريف الخليفى من بغداد، فأقام بها إلى أن بلغه أن أباه أخذ دمشق، فتاق إلى أخذها عوضا عن اليمن، وخرج بأمواله وأثقاله، فمات بمكة فى ثالث عشر جمادى الأولى سنة ست وعشرين وستمائة، فدفن بالمعلاة.

وقام بأمر اليمن بعده نائبه عمر بن على بن رسول، وقد استوفيت أخباره فى «تاريخ مصر المقفى»، وإليه تنسب الدارهم المسعودية بمكة المشرفة.

* * *


(١) انظر: (وفيات الأعيان ١/ ٨٤، خطط مبارك ٦/ ٤٧، كتاب الروضتين ١/ ٢٠٩، مرآة الزمان ٨/ ٢٩٥، الأعلام ٢/ ٣٨).
(٢) انظر: (ابن الوردى ٢/ ١٤٣، خلاصة الكلام ٢٤، الأعلام ٢/ ٢١١).
(٣) انظر: (العقود اللؤلؤية ١/ ٤٢ ـ ٨٨، بغية المستفيد ـ خ، الأعلام ٥/ ٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>