فوقها طفاها وغرق بعض أهلها ومات نحو ستين نفرا تحت الردم، وبلّ جميع الكتب التى كانت فى قبة الكتب، فقعد الناس فى تنظيفه مدة، وأفسد للناس من الأمتعة شيئا كثيرا.
٢٢ ـ سيل عام ٧٥٠: نزل مطر وصاعقة وريح سوداء أوقعت جميع الأعمدة المتجددة حول المطاف التى جددها فارس المدين سنة ٧٤٩، ولم يبق منها إلا عمودان.
٢٣ ـ سيل عام ٧٧١: جاء فى هذا العام مطر وسول دخلت إلى البيت الحرام وكان علو الماء إلى قفل باب الكعبة وهو أكثر من قامتين واستمر جريانه من العشاء إلى ظهر اليوم التالى وقد نزل معه برد بحجم كبير، وهدم بيوتا كثيرة تربو على ألف بيت ومات فيه خلق كثير نحو ألف نسمة وحمل قافلة بأربعين جملا، وجرف حيوانات وأمتعة لا تحصى.
٢٤ ـ سيل عام ٨٠٢: فى اليوم الثامن من شهر جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانمائة جاء مطر شديد استمر ثلاثة أيام، وكان المطر كأفواه القرب وقويا، وسبب ذلك أنه هجم سيل وادى إبراهيم بمكة، فلما حاذى وادى أجياد خالط السيل الذى منه فصار ذلك بحرا زاخرا، فدخل السيل المسجد الحرام من على أبوابه كله، وكان عمقه من جهة باب إبراهيم فوق قامة وبسطة وفى المطاف كذلك، وقد علا عتبة باب الكعبة المعظمة قدر ذراع أو أكثر واحتمل درجة الكعبة المعظمة فألقاها عند باب إبراهيم ولولا صد بعض العواميد لها لحملها إلى حيث ينتهى، وخرب عمودين فى المسجد الحرام عند باب العجلة بما عليها من العقود وللسقف، وخرب دورا كثيرة بمكة، وسقط بعضها على سكانها فماتوا، وجملة من قتل بسببه على ما قيل نحو ستين نفرا، وأفسد للناس من الأمتعة شيئا كثيرا، وقد مكث الناس مدة يومين لا يتمكنون من الطواف إلا بالمشقة.
٢٥ ـ سيل عام ٨١٤: فى اليوم الثانى والعشرين من شهر ذى الحجة فى هذا العام ظهر السيل وقت الظهيرة، فهدم سدود العيون، ثم أنساب إلى البلدة فدخل المسجد الحرام، ووصل إلى ثلثى منبر الخطابة.
٢٦ ـ سيل عام ٨٢٥: عقيب صلاة الصبح من يوم السبت سابع وعشرين من ذى الحجة سنة ٨٢٥ دخل السيل إلى المسجد الحرام، فارتفع إلى فوق الحجر الأسود حتى بلغ باب الكعبة الشريفة، وألقى درجتها عند منارة باب الحزورة، وهدم عتبة باب إبراهيم، وأفسد للناس دورا كثيرة وهدم دورا فى جهات سوق الليل والصفا والمسفلة، وخرب سور المعلاة.