وابن سعد، وآخرون. ومدح غير واحد من أمراء مكة، منهم ثقبة بن رميثة بن أبى نمى، بقصيدة أولها:
ما خفقت فوق منكب عذبه ... على فتى كابن منجد ثقبه
ولم أظفر منها إلا بأبيات يأتى ذكرها فى ترجمة ثقبة.
وبلغنى أن بعض الناس ينكر أن تكون هذه القصيدة لابن غنائم، ويزعم أنه انتحلها، وأن بعض الأشراف ولاة مكة، غضب على ابن غنائم غضبا كثيرا بسبب هذه القصيدة؛ لما فيها من تفضيل ثقبة عليهم.
وله فى مبارك بن عطيفة بن أبى نمى قصيدة مدحه بها، أولها [من الكامل]:
إن شط من قرب الحبيب مزاره ... ونأت بغير رضا المتيم داره
وتواصلت أجفانه وسهاده ... وجرى بماق دموعه تياره
فغرامه أضحى لديه غريمه ... وحنينه أمسى عليه شعاره
ولربما يقضى بأحكام الهوى ... وجدا عليك وما انقضت أوطاره
أخفى هواه وما أسر ونفسه ... دمع يحدر سيله تذكاره
وقف الهوى بى حيث أنت كما الثنا ... وقف على من طاب منه فخاره
توفى ابن غنائم المذكور، سابع عشرى جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين وسبعمائة بمكة، وله بها الآن بنت تسمى رحمة.
[٦١٣ ـ أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن بن أبى بكر العمرى، مفتى مكة، شهاب الدين الحرازى الشافعى، يكنى أبا العباس]
ولد سنة خمس وسبعين وستمائة، وقدم مكة، فقرأ بها على الفخر التوزرى: الموطأ رواية يحيى بن يحيى، وصحيح مسلم، وسنن أبى داود، وغير ذلك، وعلى الصفى الطبرى، وأخيه الرضى: صحيح البخارى، وعلى الرضى بمفرده: صحيح مسلم، وسنن أبى داود، والنسائى، وصحيح ابن حبان، وغير ذلك كثيرا، عليهم وعلى غيرهم بمكة. وكرر كثيرا من ذلك على الرضى، لأجل أولاده أسباط الرضى.
وسمع بالمدينة من أبى القاسم القتبورى كتاب الشفاء للقاضى عياض، وحدث به. قرأه عليه شيخنا المفتى برهان الدين الأبناسى، وذكر أن عند ختمه وقع المطر، وأن
٦١٣ ـ انظر ترجمته فى: (الدليل الشافى ١/ ٦٩، الدرر ١/ ٢٥٠، المنهل الصافى ٢/ ٦١).