الخطاب رضى الله عنهما، فنذكر ذلك لما فيه من الفائدة.
قال ابن الأثير: أحمد بن حفص بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، أبو عمرو المخزومى، وهو ابن عم خالد بن الوليد، وأبى جهل بن هشام، وحنتمة بنت هاشم بن المغيرة، أم عمر بن الخطاب رضى الله عنه.
ذكره أبو عبد الرحمن النسائى، عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى، أنه سأل أبا هاشم المخزومى، وكان علامة بأنساب بنى مخزوم، عن اسم أبى عمرو بن حفص، فقال: أحمد، وأمه درة بنت خزاعى بن الحارث بن حويرث الثقفى.
روى على بن رباح، عن ناشرة بن سمى اليزنى، قال: سمعت عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول يوم الجابية، وهو يخطب: إنى أعتذر إليكم من خالد بن الوليد، إنى أمرته أن يحبس هذا المال على المهاجرين، فأعطاه ذا البأس وذا الشرف وذا اللسان، فنزعته وأثبت أبا عبيدة بن الجراح.
فقام أبو عمرو بن حفص فقال: والله ما عدلت يا عمر، لقد نزعت عاملا استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغمدت سيفا سله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووضعت لواء نصبه رسول اللهصلى الله عليه وسلم، ولقد قطعت الرحم وحسدت ابن العم.
فقال عمر رضى الله عنه: إنك قريب القرابة، حدث السن، مغضب فى ابن عمك.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
وهذا أبو حفص هو زوج فاطمة بنت قيس، ويرد ذكره أيضا. انتهى.
وقد أخرج النسائى لأبى عمرو، الحديث المشار إليه، وهو يدل على حياته إلى زمن عمر رضى الله عنه، وذلك يوافق ما ذكره البخارى؛ لأنه حكى فى تاريخه أنه عاش إلى خلافة عمر رضى الله عنه. انتهى.
وقيل: بعثه النبى صلى الله عليه وسلم بعد إسلامه إلى اليمن، مع على رضى الله عنه، فمات باليمن بعد أن طلق فيه زوجته فاطمة بنت قيس، وهذا يوافق ما ذكره ابن عبد البر، وذكر القولين النووى وغيره. والله أعلم بالصواب.
[٢٩٥٣ ـ أبو عياض]
مكى تابعى ثقة. كذا ذكره الهيثمى فى ترتيبه «لثقات العجلى».