طلبا للرزق، وحصل دنيا باليمن من تجارة، ثم ذهبت منه، سامحه الله تعالى.
ومما يحسن ذكره من أخباره، أنه صح لى عن صاحبنا سعد الدين مسعود بن محمد أبى شعيب البخارى المكى، وكان صاحبا لعبد الله المذكور، قال: كنت حاضرا عنده بعد أن أخذ فى النزع، قال: فسمعته يقول: أنا ما أعرفك يا شيطان، أو أنت الشيطان؟ أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله. ثم فاضت روحه عقيب كلامه. هذا معنى ما بلغنى عنه فى هذه الحكاية، وكأن الشيطان تراءى له ليفتنه، فعصمه الله تعالى، ولعل ذلك ببركة ذكر الله فى الأسحار التى يعتاد المؤذنون فعلها كل ليلة.
١٥٨٥ ـ عبد الله بن علىّ بن محمد بن عبد السلام بن أبى المعالى، الكازرونى المكى، مؤذن الحرم الشريف:
سمع من الفخر التوزرى أجزاء من صحيح البخارى، ولعله سمعه كله، وما علمته حدث.
توفى فى خامس عشرى رمضان سنة أربع وأربعين وسبعمائة بمكة، ودفن بالمعلاة.
نقلت وفاته من حجر قبره فى تربة المؤذنين. وهى معروفة بالمعلاة.
١٥٨٦ ـ عبد الله بن علىّ بن موسى المكى المعروف بالمزرق، يلقب بالعفيف ابن النور:
كان يخدم كثيرا، الشريف حسن بن عجلان صاحب مكة، ويقبض له أموالا من التجار، ويتوسط بينه وبينهم بخير.
وكان مخدومه يأتمنه ويحترمه ويكرمه، ونال وجاهة كثيرة عند الناس، واكتسب دنيا وعقارا.
وكان فيه عقل ومروءة، وحسن عشرة للناس، بحيث يجمع بين صحبة شخصين متباعدين، وكل منهما يراه صديقا.
ولما حصل التنافر بين الشريفين: بركات وإبراهيم، ابنى الشريف حسن بن عجلان، وجماعتهما من الأشراف والقواد، بدا من العفيف المزرق المذكور ميل للشريف إبراهيم، فلم يسهل ذلك لجماعة الشريف بركات، وأغراه بعضهم بقتله، فوافق على ذلك، فاستدعاه إلى منزله، ومسكه وضيق عليه، ثم شنق فى حال غفلة من الناس، فى ليلة عاشر رجب سنة ست وعشرين وثمانمائة، فى حوش صاحب مكة بالمسعى، ودفن فى صبيحتها بالمعلاة، بعد الصلاة عليه بالمسجد الحرام، وتأسف الناس عليه كثيرا، سامحه الله تعالى، وعاش أربعين سنة أو نحوها.