للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

روى عنه إبراهيم بن خالد الصنعانى، كان يخطئ، وكان من خيار الناس، ولى اليمن عشرين سنة، ثم خرج حين خرج منها، ومعه سيف ومصحف فقط. انتهى. وقد روى له أبو داود حديثا واحدا (١).

١٩٩٨ ـ عروة بن مسعود بن معتّب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف، أبو مسعود، وقيل أبو يعفور، بالفاء والراء المهملة:

شهد صلح الحديبية. قال ابن إسحاق: إنه لما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف، اتبع أثره عروة بن مسعود بن معتب، حتى أدركه قبل أن يصل إلى المدينة، فأسلم. وسأل رسول اللهصلى الله عليه وسلم أن يرجع إلى قومه بالإسلام، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن فعلت فإنهم قاتلوك. فقال عروة: يا رسول الله، أنا أحب إليهم من أبصارهم، وكان فيهم محببا مطاعا، فخرج يدعو قومه إلى الإسلام، وأظهر دينه رجاء ألا يخالفوه لمنزلته فيهم، فلما أشرف على غلمة له ـ وقد دعاهم إلى دينه ـ رموه بالنبل من كل وجه، فأصابه سهم فقتله.

وقيل لعروة: ما ترى فى دمك؟ فقال: كرامة أكرمنى الله بها، وشهادة ساقها الله إلىّ، فليس فىّ إلا ما فى الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قبل أن يرتحلوا عنكم. فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مثله فى قومه مثل صاحب يس فى قومه.

وقال فيه عمر بن الخطاب رضى الله عنه شعرا يرثيه، وقال قتادة فى قول الله عزوجل: (لَوْلا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) [الزخرف: ٣١]. قالها الوليد بن المغيرة، قال: ولو كان ما يقول محمد حقا، أنزل علىّ القرآن، أو علىّ عروة بن مسعود الثقفى. قال: والقريتان مكة والطائف. وقال مجاهد: هو عتبة بن ربيعة من مكة، وابن عبد ياليل الثقفى من الطائف، والأكثر قول قتادة. والله أعلم. وكان عروة بن مسعود الثقفى، يشبه المسيح عيسى بن مريم عليه السلام فى صورته.


(١) فى سننه، كتاب الأدب، حديث رقم (٤١٥٢) من طريق: بكر بن خلف والحسن بن على المعنى قالا: حدثنا إبراهيم بن خالد حدثنا أبو وائل القاص قال: دخلنا على عروة بن محمد السعدى فكلمه رجل فأغضبه فقام فتوضأ ثم رجع وقد توضأ. فقال: حدثنى أبى عن جدى عطية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ.
١٩٩٨ ـ انظر ترجمته فى: (الإصابة ترجمة ٥٥٤٢، الاستيعاب ترجمة ١٨٢٣، أسد الغابة ٣/ ٤٠٥، رغبة الآمل ٥/ ٣٠، الأعلام ٤/ ٢٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>