يكتب عنه إلى مصر وغيرها، وأقام عنده إلى ذلك مدة سنين، وله ترداد كثير إلى مكة من قبل ولايته.
ودخل اليمن فنال فيه خيرا. وترافقنا فى سفرة سافرناها إلى الطائف لقصد الزيارة، وسمعت من لفظه بالسلامة من وادى الطائف ـ حديث: «الأعمال بالنيات» من الغيلانيات عن ابن أميلة، وابن أبى عمر، إجازة إلىّ لم يكن سماعا. وسمعت منه حكايات.
وتوفى فى أول يوم الأحد الحادى والعشرين من المحرم سنة ست عشرة وثمانمائة، ودفن بالمعلاة، وقد بلغ السبعين أو قاربها.
شهدت الصلاة عليه ودفنه، شهد ذلك الشريف حسن، صاحب مكة.
[٨٠ ـ محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم، ويلقب بالجمال، ابن العز، الأصبهانى، المكى]
كان ذا نظم وعناية بالشعر، وجمع فى ذلك مجاميع. وورث مالا جزيلا عن أبيه، وبالغ فى الإسراف فيه حتى احتاج فى آخر عمره وصار يتكسب من عمل يده بالتجارة وغيرها. ثم توجه إلى مصر.
ومات بالبيمارستان المنصورى سنة خمس أو ست وسبعين وسبعمائة. وكان صاهر القاضى شهاب الدين الطبرى على ابنته السيدة خديجة.
[٨١ ـ محمد بن إبراهيم الإمام بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس العباسى]
أمير مكة والطائف، ولى ذلك بعد عزل عبد الصمد بن على فى سنة تسع وأربعين ومائة، وحج بالناس فيها، كما ذكر ابن جرير الطبرى.
ثم عزل عن ذلك فى سنة ثمان وخمسين ومائة بإبراهيم بن يحيى ـ الآتى ذكره.
وذكر الفاكهى: أنه ولى مكة للمنصور، وابنه المهدى.
وذكره ابن الأثير فى: ولاية مكة للرشيد. ولم يبين تاريخ ولايته للرشيد، وبين ذلك ابن كثير؛ لأنه ذكر: أنه حج بالناس فى سنة ثمان وسبعين، وهو أمير مكة.
٨١ ـ انظر ترجمته فى: (المعارف ٣٧٦، تاريخ بغداد ١/ ٣٨٤، الكامل لابن الأثير ٦/ ١٧١، العبر ١/ ٢٩٢، شذرات الذهب ١/ ٣٠٩، سير أعلام النبلاء ٩/ ٨٨).