للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقبره مشهور بالطائف فى مسجد كبير، بنى فى زمن الناصر لدين الله العباسى.

وأخبرنى غير واحد، أنه يشم من قبره رائحة المسك. وكان بأخرة قد كف بصره كأبيه وجده.

وسبب ذلك على ما قيل: أنه رأى مع النبى صلى الله عليه وسلم رجلا فلم يعرفه، فسأل عنه النبىصلى الله عليه وسلم، فقال له: أرأيته؟ قال: نعم، قال: ذاك جبريل، أما إنك ستفقد بصرك، فقال هو فى ذلك (١) [من البسيط]:

إن يأخذ الله من عينى نورهما ... ففى لسانى وقلبى منهما نور

قلبى ذكى وعقلى غير ذى دخل ... وفى فمى صارم كالسيف مأثور

وكان رضى الله عنه يخضب لحيته بالصفرة. وقيل بالحناء.

واختلف فى وفاته، فقيل: سنة ثمان وستين من الهجرة، قاله جماعة، منهم: أبو نعيم، وأبو بكر بن أبى شيبة، ويحيى بن بكير، وزاد يحيى: وهو ابن إحدى أو اثنتين وسبعين سنة، وقيل: مات سنة تسع وستين، وقيل سنة سبعين.

حكاهما المزى فى التهذيب، واختلف فى سنه، حين توفى النبى صلى الله عليه وسلم، فقيل: كان ابن عشر سنين، قاله غير واحد عن سعيد بن جبير عنه.

وقيل ابن ثلاث عشرة، رواه عنه سعيد بن جبير. وقيل كان ابن خمس عشرة سنة، روى عن سعيد بن جبير عنه. قال: أحمد بن حنبل: وهذا هو الصواب.

[١٥٦٠ ـ عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومى، أبو سلمة]

ذكر ابن إسحاق: أنه أسلم بعد عشرة أنفس وهاجر إلى الحبشة. وذكر مصعب الزبيرى: أنه أول من هاجر إليها، ثم قدم إلى مكة، وهاجر إلى المدينة، وشهد بدرا وأحدا، وجرح فيه جرحا، ثم اندمل، ثم انتقض، فمات منه لثلاث مضين من جمادى الآخرة سنة ثلاث. وحضره النبى صلى الله عليه وسلم وأغمضه وخلفه على أهله.

وكان أبو سلمة سأل الله تعالى حين احتضر، أن يخلفه فى أهله بخير.

وذكره الزبير بن بكار، فقال: فولد عبد الأسد بن هلال: عبد الله، أبا سلمة، أول


(١) انظر البيت فى: (الاستيعاب ترجمة ١٦٠٦، أسد الغابة ترجمة ٣٠٣٧).
١٥٦٠ ـ انظر ترجمته فى: (الاستيعاب ترجمة ١٦٠٧، الإصابة ترجمة ٤٨٠١، أسد الغابة ترجمة ٣٠٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>