وقال: ما ذكره أبو إسحاق ـ يعنى الشيرازى ـ من وفاته: لم يصح، فإن محمدا بن عمار لقيه، وسمع منه فى سنة ست عشرة وثلاثمائة. انتهى.
قلت: الذى ذكره الشيخ أبو إسحاق فى طبقاته: أنه توفى بمكة المشرفة سنة تسع أو عشر وثلاثمائة.
وذكره ابن الجوزى، لما تكلم على حديث «طبقات أمتى» فى الطبقة الثانية وهى من سنة عشرين وثلاثمائة إلى سنة ستين وثلاثمائة. فمقتضى ذلك: أن يكون حيا فى سنة عشرين وثلاثمائة، وليس ذلك بمستقيم لما سبق فى تاريخ موته. والله أعلم.
أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد بن سلمان الصالحى، بقراءتى عليه بدار السنة الظاهرية بدمشق فى الرحلة الأولى: أن أبا بكر بن محمد بن الرضى المقدسى، أخبره سماعا فى الرابعة وإجازة له:
قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل الخطيب، قال: أخبرنا يحيى بن محمود الثقفى، قال: أخبرنا إسماعيل بن الفضل الإخشيد وجماعة، قالوا: أخبرنا عبد الرزاق بن عمر القاضى، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرى، الحافظ، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرنى مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة عن رافع بن إسحاق: أنه سمع أبا أيوب الأنصارى رضى الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا ذهب أحدكم إلى الغائط أو البول فلا يستقبل القبلة بفرجه ولا يستدبرها»(١).
قال الحافظ الذهبى: لم يخرجوه فى الكتب وإسناده جيد.
وقد روى النسائى لرافع هذا حديثا. انتهى.
[٨٧ ـ محمد بن إبراهيم بن يوسف بن محمد النيسابورى، أبو عمرو، الزجاجى، الصوفى، أحد مشايخ الصوفية الكبار]
ذكره أبو عبد الرحمن السلمى فى طبقات الصوفية له، وقال: صحب أبا عثمان
(١) أخرجه أحمد فى المسند حديث رقم (٢٣٠٦٢) من طريق: عبد الله، حدّثنى أبى، حدثنا إسحاق بن عيسى، أنبانا مالك، عن إسحاق بن عبد الله، عن رافع بن إسحاق ـ مولى أبى طلحة ـ أنه سمع أبا أيوب الأنصارى يقول ـ وهو بمصر ـ: والله ما أدرى كيف أصنع بهذه الكرابيس ـ يعنى الكنف ـ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا ذهب أحدكم إلى الغائط أو البول فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها».