وقال ابن حزم: الصحيح لست بقين، ومعه سبعون ألفا. ويقال: مائة وأربعة عشر ألفا. ويقال: أكثر من ذلك. حكاه البيهقى.
سرية أبنا (١)
ثم سرية أسامة رضى الله عنه إلى أهل أبنا، بالسراة ـ ناحية بالبلقاء ـ يوم الاثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشرة، لغزو الروم مكان قتل أبيه.
[وفاته صلى الله عليه وسلم]
فلما كان يوم الأربعاء: بدأ بالنبى صلى الله عليه وسلم وجعه، فحم وصدع. فتوفى عليه الصلاة والسلام شهيدا حين زاغت الشمس من ذلك اليوم يوم الاثنين لاثنتى عشرة ليلة خلت من ربيع الأول حين اشتد الضحى.
وقال ابن سعد: حين زاغت الشمس.
قال السهيلى: لا يصح أن يكون وفاته يوم الاثنين إلا فى ثانى الشهر أو ثالث عشره، أو رابع عشره، أو خامس عشره.
واستدل على ذلك بتاريخ الوقفة فى العام العاشر. وهو دليل صحيح.
وذكر الكلبى وأبو مخنف أنه توفى صلى الله عليه وسلم فى الثامن من ربيع.
وقال الخوارزمى: توفى أول ربيع.
قلت: قيل: إنه توفى فى ثامن ربيع الأول، وصححه ابن حزم، وإلى ذلك أشار شيخنا العراقى بقوله. وقيل: بل فى ثامن بالجزم. وهو الذى صححه ابن حزم. انتهى.
ودفن ليلة الأربعاء. وقيل: ليلة الثلاثاء. وقيل: يوم الاثنين عند الزوال. قاله الحاكم وصححه.
وكانت مدة علته صلى الله عليه وسلم اثنا عشر يوما. وقيل أربعة عشر يوما. وقيل: ثلاثة عشر: وقيل: عشرة أيام.
وغسّله على والعباس وابنه الفضل يعينانه، وقثم وأسامة وشقران يصبون الماء.
وغسل صلى الله عليه وسلم فى قميص من بئر يقال لها: بئر الفرس، ثلاث غسلات بماء وسدر. وجعل على رضى الله عنه على يده خرقة، وأدخلها تحت القميص.
(١) انظر: (الفتح الربانى ٢١/ ٢٢١ ـ ٢٢٣، سيرة ابن هشام ٤/ ٣٢٨، فتح البارى ٨/ ١٥٢).