قال: وأم الحارث بن عبد الله، بنت أبرهة حبشية. وقال الزبير أيضا: حدثنى يحيى بن محمد، قال: حدثنى المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عباس بن أبى ربيعة قال: سبى عبد الله بن أبى ربيعة شيحا الحبشية، وكانت نصرانية، وسبى معها ستمائة من الحبش، وهو عامل على اليمن لعثمان بن عفان رضى الله عنه، فقالت: لى إليك ثلاث حوائج، قال: ما هن؟ قالت: تعتق هؤلاء الضعفاء الذين معك. قال: ذلك لك، فأعتق ستمائة من الحبش. قالت: ولا تمسنى حتى تصير إلى بلدك ودارك، قال: نفعل. قالت: ولا تحملنى على أن أغير دينى. قال: وذلك لك. فقدم بها فولدت له الحارث بن عبد الله بن أبى ربيعة. فلما ماتت حضر القرشيون وغيرهم من الناس ليشهدوها، فقال: أدى الله الحق عنكم، إن لها أهل ملة هم أولى بها منكم فأنصرفوا.
وقال الزبير: حدثنى أبى قال: لم يكن الحارث بن عبد الله بن أبى ربيعة يدرى أن أمه على النصرانية حتى ماتت، وحضر لها الناس فخرجت إليه مولاة له، فساررته وقالت له: أعلم أنا وجدنا الصليب فى رقبة أمك حين جردناها لغسلها. فقال للناس: انصرفوا، أدى الله الحق عنكم، فإن لها أهل ملة هم أولى بها منكم، فانصرف الناس وكبر الحارث بما فعل من ذلك عند الناس. انتهى.
وذكره صاحب الأغانى فقال: وكان الحارث شريفا كريما أديبا سيدا من سادات قريش. وذكره عبد الملك بن مروان يوما، وقد قلاه عبد الله بن الزبير، فقال: أرسل عوفا وقعد، لا حر بوادى عوف. فقال: له يحيى بن الحكم: ومن الحارث بن السوداء؟ فقال له عبد الملك: ما ولدت أمه خير مما ولدت أمك.
[٩٣٩ ـ الحارث بن عبد قيس بن لقيط بن عامر بن أمية بن ظرب بن الحارث ابن فهر الفهرى]
كان من مهاجرة الحبشة هو وأخوه سعيد بن عبد قيس. ذكره بمعنى هذا ابن عبد البر. وابن الأثير، قال: ويرد هناك يعنى ـ أخاه سعيدا ـ قال: وهما واحد والله أعلم. انتهى.
وقال فى باب الحارث بن قيس: ابن الحارث بن قيس، وقيل ابن عبد قيس، بن لقيط، وساق النسب إلى فهر، ثم قال: من مهاجرة الحبشة، قاله محمد بن إسحاق. أخرجه هنا ابن مندة وأبو نعيم. وذكر أن ابن مندة أخرجه فى الحارث بن عبد قيس،
٩٣٩ ـ انظر ترجمته فى: (أسد الغابة ترجمة ٩٢١، الاستيعاب ترجمة ٤٤٠، الإصابة ترجمة ١٤٤٤، المنتظم ٢/ ٣٧٥).