للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيا أيها اللاحى رويدك إننى ... ولا فخر صب قد رضيت بإذلالى

وقد شاع بين الناس أنى متيم ... فما لى وقد باح الخفاء لعذالى

ولله برق لاح من جانب الحمى ... فهيج أشواقى وأنعش بلبالى

وأذكرنى ثغر المليحة باسما ... كدر حباب لاح من كاس جريالى

ولم أك بالناسى ولكنه بدا ... وذكرى قد ألقى إلى قدها بالى

وماذا على صب تنعم باله ... فطورا بمعسول وطورا بعسالى

ومن لى بثغر قد حمته مناظرا ... علىّ كما شاء الهوى لحظه والى

ألمياء هل بى فى وصالك مطمع ... تلوذ به عند اشتياقك آمالى

فلولا الرجا يا غاية السول والمنى ... لمت ولم أبلغ مناى بأوجالى

وقائلة مهلا فحسبك ما جرى ... من الدمع والشكوى على الطلل البالى

فقلت لها كفى فتلك منازل ... نزلت بها قدما على خير نزال

بها كنت أمشى من سرور لمثله ... بمنعرج بها اللذات مشية مختال

وكنت بها للهو أدعى فأنثنى ... كأنى على الأفلاك أسحب أذيالى

وكم نلت من لبنى بها من لبانة ... بلا منة تخشى ولا ذل تسآلى

وكم بت أجلو والمديرة مقلتى ... سلاف جمال مازجته بإجمالى

وكم بت لا أخشى رقيبا سوى الدجى ... ولا واشيا إلا شذا طيبها الغالى

فما لى لا أبكى الغداة لبينها ... وأندب ربعا من شمائلها خالى

وأنشد من فرط الصبابة والأسى ... بذل كسانيه الهوى وبإذلالى

محبك لم يسأم وإن دام وصله ... وإن صد يا لبنى فما هو بالسالى

[٢٠٥ ـ محمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبى بكر بن محمد بن إبراهيم الطبرى المكى الشافعى، المعروف بالبهاء الخطيب، خطيب مكة وابن خطيبها]

ذكر أنه ولد سنة ثمان وسبعين وستمائة بمكة، وأنه سمع بها على يوسف بن إسحاق الطبرى، ولم يصرح بما سمعه عليه، ولعله سمع عليه الترمذى، أو بعضه فإنه كان يرويه عاليا.

وسمع المذكور من جده المحب الطبرى، سنن النسائى رواية ابن السنى، وأربعين البامنجى (١)، وعلى الفقيه التوزرى: الموطأ رواية يحيى بن يحيى وغير ذلك. وحدث.


٢٠٥ ـ انظر ترجمته فى: (الدرر الكامنة ٣/ ٤٦٦).
(١) البامنجى: نسبة لبلدة بامنج من أعمال هراة.

<<  <  ج: ص:  >  >>